هل الأبوة تكتسب بالفطرة أم أنها فن يحتاج إلى معرفة؟
2021/08/13
624

 

نتيجة للعديد من الحالات التي أساء الآباء فيها إلى الأطفال ما أدى إلى طرح قضية دور الأب، وهل دوره يقتصر على منح أطفاله الاسم، وتوفير المسكن والطعام فقط؟ أم أن دوره أهم وأكبر من ذلك بكثير؟

إن دور الأم بلا شك مهم جدًا في مراحل الطفولة الأولى، إلا أن العديد من الملاحظات قد أثبتت خطأ هذه الفكرة، وأن مجرد «وجود الأب في حيز شعور الطفل» يعمل على استمرار اتزانه النفسي، بل ويمهد بطريقة سوية ـ لجعل هذا الأب ـ قدوة للطفل في قابل أيامه، وهنا يظهر لنا ضرورة العمل على تدريب الآباء على كيفية التعامل مع الأبناء، وكذلك تدريب المعلمين، بل وخلق حالة من الوعي بمطالب واحتياجات الأبناء في كل مرحلة من مراحل نموهم، وكيف نتعامل مع مشكلات أولادنا - سواء كنا آباء أو معلمين - بطريقة عقلانية بعيدة عن الانفعالات، وهنا نطرح تسؤلاتنا التالية : هل جميع الآباء يتقنون فن علم الأبوة؟

هل جميع الآباء قادرون على تربية وتنشئة أولادهم بالصورة الصحية السوية؟

وهل نحن كآباء نرى أطفالنا على نسق الصورة التي رُبينا عليها (من قبل آبائنا) أم نقوم بتربيتهم وفق النموذج «المثالي» الذي كنا نريده إبان طفولتنا ولم يقدمه لنا الآباء كمشروع طُرح حينذاك؟

 أن علاقة الأب مع ابنه مستمعتي تحمل بعداً ثقافياً ودينياً وأخلاقياً، وأن دور الأب «يتعاظم» مع حدوث العديد من المتغيرات على مستوى العالم وإزاحة دور العمات والجدات والخالات والأقارب الذين كانوا يلعبون الدور الأكبر في تربية الطفل.

نلاحظ أيضاً ان دور الأم ـ في القديم وفي الأسر الممتدة ـ كان يقتصر فقط على الرضاعة، لكن للعديد من الظروف أصبح الزوجان فقط يعيشان تحت سقف (منزل مغلق عليهما) مما يحتم قيام الأب بدور أكبر في مساعدة الأم في عملية التنشئة للطفل ووجوده في حيز شعور الطفل، وهذا هو الوضع الطبيعي لأي أسرة «أب أم طفل أو أطفال».

ومن مسئوليات التي ينبغي على الأب الاضطلاع بها:

العمل على أن يشعر الصغير بحبه له وعنايته به منذ وقت مبكر في حياته.

أن يهيئ نفسه «لدور الأب» من خلال اشتراكه مع الأم - كلما سنحت الظروف - في إعداد غذاء الصغير والعناية بحاجاته اليومية.

العمل على أن يكون المناخ السائد في الأسرة يسوده الوفاق، الهدوء، التسامح، شرح أي «سلوكيات» يقوم بها. 

العمل - بقدر الإمكان - على أن يتفق الرجل مع زوجته على طريقة في معاملتهما لأبنائهما، لأنه ليس أخطر على تنشئة الصغار من اختلاف الأبوين في طريقة المعاملة.

أن يكون الأب قدوة لأولاده في أقواله وأفعاله، وأن يضع في اعتباره أن هذا الابن -رغم صغر سنه- إلا أنه «يخزن ويحتفظ في ذاكرته بكل تفاصيل سلوكيات وأقوال والده، وسوف يأتي اليوم القريب (في المراهقة غالباً) الذي سوف يواجه والده بما كان يفعله من تناقضات في سابق أيامه.

أليس كل ما سبق يؤكد لنا على ضرورة تثقيف الشباب قبل زواجهم؟

أليس كل ما سبق يؤكد ضرورة الإلمام بالقدر اللازم من المعلومات للقيام «بدور الأب» خير قيام؟

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أهداب تحرس الأحداق- الحلقة الرابعة-الدورة البرامجية64

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا