السلام عليكم.. لدي مشكلة تؤذيني كثيراً حاولت طرحها عليكم ولكنني ترددت في البداية والآن بعد أن تعقدت أكثر لجأت إليكم لمساعدتي في حلها.. مشكلتي مع أختي الصغيرة فهي من سوء معاملتها لي بدأت أحقد عليها وأبغضها وأنا أريد رضا الله ولا أريد للحقد أن يأخذ مكاناً في قلبي.. فهي لا تحترمني ولا تحترم اختي الكبرى ايضاً وبالمقابل أنا اعاملها بالمثل أحياناً كما أنها تؤخر صلاتها وتُغضب أمي.. ارشدونا الى حل جزاكم الله خير الجزاء. 

الإجابة: 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً لاختياركم مركز الإرشاد الاسري لطرح مشكلتك..عزيزتي اشكر وأكبر فيك حس المسؤولية والحرص والاهتمام على سلامة أختك المراهقة من الآفات النفسية والروحية التي من الممكن أن تصاب بها اذا مااهملت ولم تراعَ.

أختي الكريمة :تعلمين أن أختك لازالت في سن المراهقة وهذا السن جداً حرج والفتاة في هذا السن غالبا ما تلجأ الى التمرد والعناد واللجاجة والفضاضة لذا فإن الأساليب المباشرة في الوعظ والارشاد والتنبيه والتحذير غالبا تكون غير مجدية خصوصا لمن تفاقمت حالتها واسترسلت في غيها من دون أدنى رادع، 
فعليك أن تلتزمي ببعض الخطوات علها تنفع إن شاء الله لإرجاعها إلى جادة الصواب وانتهائها عما كانت عليه.

١_ينبغي عليك عزيزتي ان تستعدي نفسيا لأداء هذا الدور وهو دور اصلاح اختك والسعي في هدايتها من الضلال وهو دور ليس بالهين، إلا أني على ثقة من انك قادرة على اداء هذا الدور بجدارة وطلب الاستشارة خير دليل على ذلك...
٢_إذا أردت ان تكسبي ثقة اختك ومحبتها وتقبلها لك لابد أن تتلمسي السبل لذلك وان تقلعي من ذهنها فكرة انك طرف مزعج يلقي الاوامر والنواهي دوما ويقيد حريتها وينتقد سلوكها وتصرفاتها لابد أن تبدد هذه الفكرة بتغيير الطريقة في التعامل معها.. وذلك من خلال خلق افكار للحديث بعيداً عن الموعظة.. كأن تقولين لها أنا أرغب أن اتعرف على هواياتك..
ما هي هوايتك المفضلة؟
أكلتك المفضلة؟
لونك المفضل؟
لعبتك المفضلة؟
من خلال الاجابات عن هذه الأسئلة يمكنك خلق مساحات للحوار والنقاش وكسب ودها واستمالة قلبها ولا تعترضي على اختيارها كائنا ما كان..
3- أن تؤدي معها دور الصديق يعني انظري إلى صديقاتها ما هو اكثر شيء يشدها اليهم افعليه _بحدود المشروع طبعا_ كأن تشاركيها لعبتها المفضلة مثلا او بعض الهوايات كالتصميم او الرسم او الكتابة او الاشعار وغيرها ممن ترغب هي بفعله لا ما ترغبين أنت به..
4- أن تزيلي عنها المخاوف وتبني جسور الثقة بينك وبينها كأن تقولي لها (أنا عندك- أنا سندك- أنا موضع سرك- لا تخشي شيئاً ما دمت إلى جانبك) وغيرها من العبارات التي تملؤها ثقة بك وحبا وتمسكا بك..
5- ان تقدمي لها النصيحة بكل حب ورفق وبلهجة ملؤها الحنان والدفء كي تستشعر خوفك وحرصك عليها لا بصيغة الامر والنهي كذلك تجنبي الالحاح الزائد والنظرة الحادة ولغة اللوم والتقريع فانها تؤثر سلباً وتدعوها للنفور والابتعاد عنك 
6- استمري وتواصلي معها واشعريها انك دائما معها وواصلي اسلوب التحبب والتودد معها.. فكلَما كنت متواصلة معها وقريبة عنها كنت اكثر اطلاع على مواطن الخلل كي تمدي لها يد المساعدة في الوقت المناسب وتنتشليها من ضياعها. 
وأخيراً أرجو أن لا تعتبري الدور الذي تقومين به وظيفة أو مهمة تريدين التخلص منها سريعا وإنما هو رحمة سيقت إليك من الله كي تنقذي فيها أختك وتخلصيها من مهالك ممكن أن تقع فيها وتذكري أن {من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا} وفقك الله تعالى للأخذ بيدها إلى ما يحبه عز وجل ويرضاه والسلام.

الباحثة حوراء الأسدي