«حين يتحدث القرآن… تُصغي الأنفس إلى النور»

2025/10/13

9
انطلاق النسخة الأولى من برنامج ثقافة
النور لحافظات القرآن الكريم في النجف الأشرف والهندية
في صباحٍ مفعمٍ بضياء الوحي، وتحديدًا
يوم الاثنين الموافق الثالث عشر من تشرين الأول لعام 2025، أطلق مركز
الثقافة الأسرية التابع للعتبة العباسية المقدسة النسخة الأولى من
برنامج “ثقافة النور”، الذي خُصِّص لحافظات كتاب الله العزيز في معهد
القرآن الكريم فرعي النجف الأشرف والهندية، بمشاركة إحدى وثلاثين
حافظةً اجتمعن على مائدة الفكر والتزكية في جلساتٍ تمتد على مدى يومين
متتاليين بواقع ثلاث ساعات يوميًا.
افتُتِح البرنامج بمحاضرةٍ علمية حملت
عنوان «القرآن هدف أم وسيلة؟» قدّمتها الدكتورة شيماء ناصر، المتخصصة
في الطب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي، تناولت فيها فلسفة العلاقة
بين الإنسان والقرآن من منظورٍ نفسي وروحي،
وسلّطت الضوء على أهمية معرفة الإنسان
لذاته، وتعزيز ثقته بنفسه، والتخلّص من القلق عبر وعيٍ متوازنٍ يستمد
طاقته من القيم القرآنية، لتطرح على الحافظات تساؤلًا تفاعليًا فتح
باب التأمل العميق:
«من هو الإنسان؟ أهو جسدٌ تسكنه روح،
أم روحٌ في جسد؟»
وقد تفاعلت الحافظات مع المحاضرة
بحواراتٍ تأمليةٍ عكست الوعي والاهتمام بالمفاهيم النفسية والروحية
المرتبطة بالحياة القرآنية.
تلتها فقرة «أساسيات الأداء» التي
قدّمتها الإعلامية والمعاونة الفنية للمركز السيدة زهراء فوزي بأسلوبٍ
تطبيقيٍّ عملي، وُجهت نحو صقل مهارات الإلقاء والتعبير الصوتي
والجسدي، وإكساب الحافظات أدواتٍ فنيةٍ لإيصال المعاني القرآنية بثقةٍ
وجمالٍ يليقان بكلمة الله عزّ وجل.
وفي تصريحٍ خاص، بيّنت مسؤولة مركز
الثقافة الأسرية السيدة سارة الحفّار أن برنامج ثقافة النور يأتي ضمن
سلسلة برامج تنموية تهدف إلى الارتقاء بالوعي القرآني لدى المرأة،
قائلةً:
“لسنا نُعنى بالحفظ المجرد، بل نُربي
الوعي القرآني الذي يجعل من الحافظة نموذجًا مضيئًا في فكرها وسلوكها
، هذا البرنامج هو بداية مسارٍ أعمق نحو فهم الذات من خلال القرآن
الكريم، بما ينسجم مع نهج أهل البيت عليهم السلام في تزكية النفس
وإحياء القيم”.
وهكذا يمضي مركز الثقافة الأسرية في
رسم مساراتٍ معرفيةٍ وروحيةٍ تستلهم من مدرسة أهل البيت عليهم السلام
منارها، ليجعل من القرآن الكريم محورًا لبناء الشخصية الرسالية
المتزنة، ولتكون “ثقافة النور” مشروعًا متجددًا يربط بين الفكر
والإيمان، ويحوّل الحفظ إلى وعيٍ، والوعي إلى سلوكٍ ينير درب الأسرة
والمجتمع على خطّ السيدة الزهراء والعباس عليهما السلام،حين يظل النور
سبيلًا لا ينطفئ، والقرآن غايةً تُضيء الوجود.
إعداد وتحرير :أفياء الحسيني