تريب الأثر على ما يُسمع من قبل بعض الأزواج
2019/09/22
460

إن الحياة الزوجية تتعرض للخطر الذي يهددها في مراحلها الاولى يكمن مع الأسف في أغلب الأحيان في بيت أهل الزوج وذلك عندما تشعر أم الزوج أو أخته أن تلك الفتاة قد أخذت والى الابد ولدهم وعادة ما تنتاب أم الزوج مشاعر وهواجس فهي التي سهرت الليالي من أجل ابنها وهي التي غذته وتعبت من أجله الى أن صار رجلاً وبعد كل السنوات الطوال من العناء والتعب تظهر فجأة فتاة وتأخذه منها بحسب اعتقادها فهي تريد من ولدها أن لا يحب أحداً إلا والديه وأن لا يسمع كلام أحد إلا أبويه وفي أغلب الأحيان لا تحاول الام ادراك مسألة الزواج كمرحلة جديدة في حياة ولدها وأنه الآن أصبح رجلاً مسؤولاً عن أسرة جديدة وأنه قد آن الأوان لكي يعيش حياته المستقلة وأنها تصر على أن يستمر ابنها يعيش بنفس الطريقة التي كان عليها قبل الزواج ومن هنا فهي لا تتحمل مواقف ولدها الجديدة وانشداده الى زوجته كشريكة حياته وسوف تحمّل كنتها مسؤولية ما حصل وسوف تحاول التدخل في حياة ولدها الزوجية وتحاول تحرير ولدها من زوجته الجديدة فالأم هنا تتصرف بوحي الاحساس بالخطر على ولدها من زوجته وهنا سوف تتعرض الزوجة وهي في بداية حياتها الى العديد من الضغوط النفسية ولذا فإن ما تقوم به بعض الحموات او العمات عن قصد او عن غير قصد سيهدد وبشكل كبير الاسرة في بداية تكونها وهي كظاهرة اجتماعية يجب الاعتراف بها ووضع حلول مناسبة لها ومن هنا ييجب على الزوج ان يتحمل مسؤلياته في ظل هكذا ظروف ومما يثير الدهشة حقاً أن الأم في أغلب الأحيان هي التي تقوم بنفسها بالبحثعن فتاة مناسبة لولدها وعندما تعثر على ضالتها وتصفها لولدها وتمتدح جمالها واخلاقها وبقية صفاتها الا انه وبعد الزواج تنقلب وتتغير الموازين فياايها الزوج الكريم حاول ان تتفهم هذه الظاهرة وحاول ان تدرك ان هناك الكثير من البواعث التي تدفع الام الى التصرف بهذه الطريقة تجاه زوجتك ولذا فينبغي عليك ان لاترتب أثراً على كل ما يقال سواء أكان هذا القول صادر من زوجتك او من والدتك ستكسب حبها واحترامها، ولابد من حين لآخر أن يتدخل الزوج ويحاول توطيد العلاقة بين والدته وزوجته حتى تستمر حياته الزوجية بسلام وبأمان دون أي مشاكل وإذا وقعت المشاكل بين الاثنين فالحل ليس بيد الزوجة أو بيد العمة (أم الزوج) وإنما بيد الزوج فإذا وقف بجانب زوجته خسر أمه وإذا وقف بجانب أمه خسر زوجته والأنسب هنا اتباع الذكاء الاجتماعي وتلطيف الأجواء بقليل من الكلمات المعسولة للطرفين. وإن إنهاء المشكلة يعود إلى شخصية الزوج الذي يستطيع بالحكمة والعقل وقوة الشخصية ان يفرض وجوده على الأم والزوجة وليعيش مرتاح البال.

واستكمالاً لحديثنا نقول لو افترضنا على سبيل المثال أن أختك اكتشفت عيباً معيناً في زوجتك كأنها على سبيل المثال لا تحسن التنظيف أو أنها لا تعرف الطبخ ولكن هل إن أختك خالية من العيوب وهل ترضى أمك أن تعامل ابنتها هكذا بالتأكيد ستكون الإجابة (لا) وإن مثل هذه التصرفات لن تجدي نفعاً واذا ما فعلت فعلها فإن النتائج لن تكون سارة بأي حال من الأحوال.

إنَّ بيت الزوجية يجب أن يكون دافئاً مفعماً بالود والمحبة والسلام واحرصوا أيها الزوجين أن لا يكون هناك مكان للنزاع والصراع وتبادل الاتهامات وينبغي على الزوجين أن يكونا حليمين في مثل هذه الظروف وأن يفكرا جيداً ولا سيما الرجل وأن يتصرف بطريقة تحفظ التوازن في الأسرة وأن يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الانسياق وراء كل ما يقال من قبل الطرفين.

   فصحيح إنَّ الأبوين عانا كثيراً من أجل ولدهما ولكن عليهما أن يفكران أنَّ ابنهما لابد له أن يتزوج ويستقل وأن يؤسس حياته في ظل أسرة جديدة ويتحمل مسؤولياته كرجل ولذا يتوجب على الابوين ان يتفهما ذلك من اجل سعادة ابنهما ونحن لا ندعو الابناء أن ينسوا الآباء لأن الجنة تحت أقدام الأمهات فاحترام الأبوين واجب حتى النهاية ومساعدة الأبوين والاحسان اليهما من الامور التي يحث عليها الاسلام ويوكدها بشكل دائم كما أنه في الوقت ذاته مطلوب من الزوجة أن تحترم وتعامل والدي زوجها بمنتهى الاحترام والمحبة وان تنظر اليهما كابوين لها وأن تعلم أبناءها احترام الاجداد وان توفر لهما جواً أسرياً يليق بهما وينعمان في ظله بالدفء والرحة وخاصة عندما يزحف عليهما شتاء الشيخوخة وان مثل هذه المعاملة سوف تقضي على هواجس الأبوين في فقدان ابنهما بل وانهما سيشعران بأن الله تعالى وهبهمها ابنة طيبة ترعاهما ان مثل هذه الاخلاق منبثقة من روح الشريعة الاسلامية التي تحث على تعزيز روح القربى وأواصر الرحم وعلاقات المودة.


































ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: عش السلام- الحلقة الحادية عشرة-الدورة البرامجية 31.




تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا