أخاف من فكرة الزواج
2021/01/18
415

السلام عليكم أنا أعاني من مشكلة اتعبتني وأوقفت حياتي كثيراً ولا أستطيع حلها مهما حاولت.. أنا بنت يتقدم لخطبتي الكثير ولكني في كل مرة أرفض رفضاً قاطعاً وأبحث عن أي سبب للهروب من الموضوع وبدأ هذا الوضع يزعج أهلي كثيراً وأنا لا أقصد إزاعجهم ولا وكذلك لا أريد أن أعصي الله بأي شكل من الأشكال لكني أخاف كثيراً لدرجة وصلت الى الفوبيا من الارتباط لا أستطيع تخيل أنني سأعيش مع رجل غريب.. لا أشعر بالراحة لذلك كثرت لدي الكوابيس والقلق المستمر،  ولا أستطيع مصارحة أحد بما أشعر من الخوف علما اني أتمنى جداً أن أكون أسرة وأن أكون أم وأحب الاطفال كثيراً كثيراً لكن الخوف يؤخرني ويوقفني دائماً أنا بطبعي شخصية خجولة جداً جداً وانطوائية علاقاتي قليلة حتى علاقتي بوالدي علاقة رسمية تماماً علماً أني متعلمة وملتزمة دينياً والحمد لله محافظة على صلاتي والتقرب من الله والأئمة الأطهار ودائماً ادعُ الله أن يحل مشكلتي ولكن ما زاد من مشكلتي في الفترة الاخيرة هو كلام الناس والأهل بأن الفرص تقل ويجب أن أتنازل وأرضَ بأي شخص لأني أنهيت العشرينات وبدأت أكبر هذا ما زاد في مشكلتي وأدى الى فقد ثقتي بنفسي الآن أنا في صراع شديد بين ضغط الأهل والمجتمع والكلمات القاسية وبين مخاوفي وقلقي أتمنى منكم إرشادي بطريقة أصل بها الى حل أصبحت أمنيتي أن يطمئن قلبي وأوافق بشخص ملتزم دينياً وأنا سعيدة وراضية بدون الخوف والقلق والأفكار المتعبة التي أرهقتني.. جزيتم خيراً.

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حياك الله في مركز الكفيل الأسري أختي العزيزة.. فيما يخص مشكلة القلق والمخاوف التي تطرأ على النفس من أبسط الأشياء فضلاً عن أعقدها.. هي مشكلة ليست بالهينة وإذا ما حاول الانسان معالجتها والتخلص منها فسوف تفتك به وتؤثر على صحته الجسمية والنفسية، لذا لابد أولاً من معرفة الاسباب التي تنشأ منها هذه المخاوف كي تتمكني من معالجتها تدريجيا.. وذلك من خلال:

أن تستقطعي في كل يوم جزءاً من وقتك للجلوس في مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء وتحاولي الاسترخاء قدر الإمكان ولو بممارسة تمارين الاسترخاء ابحثي عنها في محرك البحث (الگوگل) وبعد أن تشعري بالراحة اجلبي ورقة وقلم ودوني فيها مخاوفك بنقاط، مثلاً:

(أنا أخاف من الزواج، أنا أخاف من الامتحان، أنا أخاف من الأماكن العالية، أنا أخاف من الظلام) .. الى غير ذلك، وبعد أن تكتبي كل تلك المخاوف اكتبي أمامها أسبابها فمثلاً: (انا اخاف من الزواج لأن قريبتي أو صديقتي مرت بتجربة فاشلة فيه، وأخاف من الامتحان لأني رسبت في السنة الماضية، وأخاف من المكان العالي لأني سمعت بأحدهم سقط منه).. وهكذا استعرضي كل الأسباب التي تتوقعين أنها منشأ مخاوفك كي تتمكني من معالجتها وبعد ذلك ابدأي بمعالجتها من خلال هذه النقاط:

١-عملية فرض الأسوأ وذلك أن اسأل نفسي: لماذا أخاف الزواج؟ لأن أسوأ ما أخشاه هو الانفصال مثلاً، وعندها أسأل نفسي ثانية، وماذا يعني الانفصال؟ هل هو نهاية العالم؟ هل سوف أخسر حياتي؟ بالطبع لا بل هناك أبواب أخرى يمكنني دخولها لتحقيق فرص النجاح في الحياة الزوجية وبذلك أكون قد تخلصت من هذا الهاجس من خلال تلقين الدماغ هذه الافكار الايجابية وكتابة وتكرار هذه العبارات (انا استطيع النجاح، ليس كل الرجال سيئون، تجربة فلانة الفاشلة لا تعني فشلي، الانفصال ليس نهاية المطاف، لا يوجد مشكلة ليس لها حل..) وهكذا الى باقي الامثلة التي ذكرتها من خلال التلقين والتكرار والتحفيز بعبارات ايجابية وفرض ما هو أسوأ سوف أنهي تلك المخاوف.

٢- اعرّض نفسي لتلك المخاوف، يقول المولى أمير المؤمنين (اذا هِبتَ أمراً فقع فيه فإن شدة توّقيه أعظم مما تخاف منه) ومن هذا يتضح أن الأمور التي تخشينها حاولي مواقعتها كي تتخلصي من ذلك الوهم الذي تعيشينه فإن وقع الوهم عليك أشد من نفس الأمر الذي تخشينه، فمثلاً إن كنت تخشين الصعود الى المصعد الكهربائي، اضغطي على نفسك واصعديه وإن كنت تخشين الظلام تجرأي وابقي فيه لمدة ستجدين أن مخاوفك ليست بمحلها وبالتالي ستتلاشى تدريجياً.
٣- كوني واقعية ولا تتوقعي الكمال، كثيراً ما نقع في (فخ المثالية) كما يسمى لأننا نريد بطبيعتنا أن نحصل على أعلى درجة في الامتحان وأفضل زوج في العالم وأجمل شكل من بين الفتيات.. واذا ما حصلنا على أقل من ذلك فسوف نصاب بإحباط وخيبة أمل، والمشكلة اننا توقعنا امورا مبالغ فيها لا تتناسب مع امكانياتنا وظروفنا المحيطة، وهذا لا يعني ان الانسان لا يكون طموحا او ساعيا للتكامل وإنما لابد أن يكون سقف الطموحات يتناسب مع الامكانات، فلا بأس ان ارتبط بشخص متوسط الحال، ولابأس أن أرزق بطفل أو طفلين، ولابأس أن أحصل على درجة (٦٠أو ٧٠) بشرط عدم التقصير وغير ذلك مما يناسب إمكانياتي.
٤- تحدثي عن مخاوفك الى شخص تثقين به وتعتقدين بحكمته ورجاحة عقله كي يسدي اليك النصح الذي تحتاجينه ويرشدك الى ما فيه الخير والصواب
هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه والسلام

 

 

 

 

الباحثة فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا