المرأة والستر العفيف
2025/05/22
23

ينبغي الالتفات إلى أنّ وظيفة المرأة في الستر العفيف لا يعني إلقاء اللوم عليها دون الرجل في حال وقوع سلوكيات سلبية من قبل الرجل! ولكن الستر العفيف ضرورة لإيجاد جو سليم ونقي بين الرجل والمرأة ووظيفة التشريع الحكيم إيجاد جو سليم؛ من خلال الأرضيات المناسبة وفق سنن الحياة.

 

كما يعمد الأبوان (مثلاً) إلى إيجاد أرضية ملائمة في البيت لعدم توجه الأولاد إلى الخطيئة، وتسعى الدولة إلى إيجاد جو سليم في البلد لعدم وقوع الجريمة -من قبيل توفير فرص العمل وجعل الرعاية الاجتماعية- من غير أن يعني ذلك معذورية مرتكب السرقة والاختلاس في حال عدم قيام الدولة بذلك.

 

إنّ عفاف المرأة حقًّا مظهر حضاري وأخلاقي راقٍ للغاية، والمرأة العفيفة إنسانة فاضلة وراقية وجديرة بالتقدير والاحترام من المنطلق الفطري والإنساني والديني، وهي تشعر بالطيب والطهارة والنقاء والسكينة، وهي مشاعر مؤنسة وإيجابية تعطي إيماناً بالذات وشعوراً بالقدرة على ضبط النفس وفق السياقات الحكيمة والفاضلة.

 

وكم من روعة في فتاة تعيش حياتها مع أسرتها ثم مع زوجها وأولادها بسكينة واطمئنان وسعادة بعيداً عن هواجس قلقة واضطرابات دائمة وتعلقات خاطئة، فقد أكسبها العفاف ثوباً من النقاء والاستقرار والسلامة وهي تعيش المتعة المتاحة لها بمقدار ما تقتضيه أصل الفطرة.

 

وكذلك كم من روعة في مواقف تتمسك الفتاة بشخصيتها وعفافها في مقابل الاستدراجات الخادعة والخاطئة وتصون نفسها بعزيمة وحكمة عن الخطيئة وآثارها النفسية والسلوكية والاجتماعية، ولا توسوس لها نفسها بأيِّ اعتناء إلى مثل ذلك، ولعلّ لكلٍّ منا مشاهد وتجارب من هذا القبيل عن جداتنا وأمهاتنا، حيث عشن حياة عفيفةً واستطاعوا أن يربونا على مبدأ العفاف بشكل جيد.

 

وقد يعتقد بعض الفتيان والفتيات أنّهم لا يحصلون على فرصة للزواج إلّا من خلال مظاهر الإغراء الصارخ والإبراز الفاتن، وهو انطباع خاطئ، بل يجد عامة الناس ذكوراً وإناثاً أنّ صاحب التصرف اللائق أولى بالثقة في حياة زوجية تكون الثقة هي الأساس الأول فيها.

 

  • (رسالة المرأة في الحياة، السيد محمد باقر السيستاني: ص36-38)
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1036.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا