ابني عمره خمس سنوات يقلد الأطفال الأصغر منه سناً
2020/10/28
1724

السلام عليكم.. ابني عمره خمس سنوات يقلد الأطفال الأصغر منه سناً في حركاته وكل فعالياته الحياتية فهو لا يعتمد على نفسه في شيء، بل يعتمد عليَّ في أكله ولباسه فلا يشرب الماء مثلاً إلا أعطيه أنا بيدي، ولا ينام بفراشه إلا بمساعدتي، وحين أقول له أن الطفل الكبير أفضل من الصغير وأنني أحبه، يصرخ في وجهي: لا تقولي هكذا.. أنا صغير.. وصل لدرجة انه لا يأكل إلا قليلاً كي لا يكبر ويقول: " لأ أريد أن آكل كي أصبح صغيراً".. واضطررت للكذب عليه كي يأكل وقلت له: كل حتى تصغر حين تأكل ستصبح طفلاً صغيراً.. ولن تجدي محاولاتي معه نفعاً وهو الآن نحيف ضعيف البنية، لا يتقبل أن يسمعنا نقول أنه صغير عمره خمس سنوات يقول لا بل عمري فارغاً! ودائماً يكون حزين ويقلد صوت الاطفال ويغير نبرة صوته حتى أنه يزحف أحياناً.. علماً أنه لدينا طفلة صغيرة ابنة عمه ونهتم بها ولا نرضَ بأن يؤذيها أحد.. ولكن بالمقابل هو أيضاً نهتم به ولديه إخوة اكبر منه سناً يهتمون به ويلبون طلباته.. بم تنصحوني جزيتم خيراً فقد اتعبني جداً كيف أتصرف معه؟

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله حياك الله في مركز الكفيل للإرشاد الاسري.. أختي العزيزة فيما يخص مشكلة ابنك.. أحسنت أنك ذكرت سبب المشكلة وهو غيرة ابنك من الطفلة الصغيرة، وابنك بما أنه في التسلسل الأخير بين إخوته فهو بلا شك قد استأثر جل عطفك واهتمامك ولا يروق له أن يشاركه أحد في ذلك الاهتمام وإن كان جزئياً، فعندما يرى اهتمامك بالطفلة وحبك لها يتصور بأن سبب هذه المحبة كونها صغيرة لذا يحاول محاكاتها وتقليد حركاتها كي يستحوذ على الجزء اليسير من مشاعرك تجاهها، وإليك بعض الحلول:

١-أفهمي ابنك بطرق مباشرة عن طريق الحديث المباشر أنك تحبينه لأنه قطعة منك وأن بطنك كانت منزل له فترة طويلة وأنه كان يأكل طعامك ويتنفس هواءك، كي يشعر بالارتباط بك أكثر، وبالطرق غير المباشرة من خلال اختلاق قصص من نسج خيالك تذكرين فيها شخصيات تمثل شخصية ابنك وشخصية الطفلة الصغيرة وكيف أنه يجب أن يعاملها الجميع برقة وعطف، وهو يعامل باحترام كونه كبيراً، أو من خلال مسرح الدمى يؤدى فيه نفس الدور وتوصل إليه الرسالة التي ترومين إيصالها إليه.

٢- ليس صحيحاً أن تبعديه عن هذه الطفلة، دعيه يلعب معها، أو يلتقط لها صوراً، أو يتحدث معها، كي يزول الحاجز بينهما ويتعلم معاملة الأطفال دونه في العمر.

٣-لا تظهري مشاعراً مبالغاً بها أمامه تجاه هذه الطفلة كي لا تثار حفيظته.

٤-أوكلي إليه بعض المهام التي تتناسب مع عمره خصوصاً الخاصة به مثل أن يجلب أغراضه بنفسه أو يحملها أو يرتب سريره وهكذا، كي لا يعتاد الاتكال على الغير والاعتماد عليهم.

٥-علّميه من خلال التجربة أن الأشياء الحية تبدأ صغيرة ومن ثم تكبر، من خلال النبات اذا كان في البيت أو الحيوان أو بعض مقاطع الفيديو اشرحي له كيف يكبر الكائن الحي ويصل الى مرحلة تصاعدية لا تنازلية، كي يعي أنه اجتاز شوطاً لابأس به من عمره. 
 وفقك الله لكل خير والسلام

 

 

الباحثة التربوية فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا