أساس بناء العقول!
2025/12/09
34

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتضيع فيه البوصلة، تبقى الأسرة هي القلعة الأولى التي يُبنى فيها وعي الإنسان وانتماؤه.. فالأب والأم لا يورّثان أبناءهما المال فحسب! بل يورّثانهم الاتجاه صحيحًا كان أم خطًا، وبالتأكيد كلّ الآباء والأمهات الأسوياء يحرصون على أن يورّثوا أبناءهم الصحيح دون الخطأ!

 

فإذا ما أرادوا أن يبدؤوا بالصحيح فعليهم أن يزرعوا في الطفل حب المشاركة في النشاطات الإسلامية التي تخدم الدين والمذهب والمجتمع.

 

إنّ الطفل حين يرافق والده إلى المسجد، والى إعداد موكب حسيني، لا يشارك في نشاط عادي كما يتصور البعض، بل يخطو أولى خطواته في بناء عقله ووجدانه.. فتلك اللحظات الصغيرة تغرس في داخله روح الانتماء، وتحوّله من متلقٍ إلى مشارك، ومن متفرجٍ إلى صاحب رسالة.

 

وحين يكبر، يصبح واعيًا لقيمة العمل الجماعي، مدركًا أنّ الإسلام مشروع حضاريٌّ يُبنى بالجهد والتفاعل والعطاء.. فكلُّ دعمٍ يقدّمه الأب لابنه، وكلُّ تشجيعٍ تمنحه الأم لابنتها، هو أساس في بناء إنسانٍ مسؤول، لا يعيش لنفسه، بل لقضيته.

 

لذا فإنّ مشاركة الأبناء في النشاطات الإسلامية والهيئات الحسينية هي في الحقيقة تدريبٌ روحيٌّ وفكريٌّ يُنمّي الشخصية ويصقل العقل، إنّها حجر الأساس في صناعة جيلٍ يفقه معنى العمل من أجل الله تبارك وتعالى وأهل البيت (عليهم السلام)، ويدرك أنّ الدين يُصان بالفعل، ويعي أنّ الأسرة التي تؤمن أنّ التربية الحقّة لا بد من أن تبدأ من ميدان الخدمة.

 

  • ميرزا حيدر
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1065.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا