خطوات النجاح في بناء الأسرة الصالحة
2025/11/23
89

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعيُن وَاجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (الفرقان: 74).

تتضمن الآية المباركة أربع جهات مهمة:

الجهة الأولى: تتمثل في أهمية الدعاء في كشفه عن الأولويات والمهمات، إذ إن الدعاء في ثقافة القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، يشكل مادة تعليمية وروحية، إذ يعلّم الإنسان كيفية الخطاب والأدب والارتباط بربه، كذلك يبين الأولويات التي ينبغي للإنسان أن يحققها ويسعى لتحصيلها.

الجهة الثانية: إن الزوجة الصالحة من الأولويات والركائز الأساسية في بناء مجتمع سليم محافظ على هويته وتعزيز فطرته، لذلك اهتم الشرع المقدس في صفاتها، من حيث؛ الأخلاق والأدب والسجايا الكريمة، وبقدر ذلك يُحذر من ذات الصفات الأخلاقية الذميمة.

فالزوجة الصالحة سكن ورحمة وود، ينتهل من بحر حنانها الأولاد، ويميل إليها زوجها كما يميل الطير لشكله.

الجهة الثالثة: (الذرية الصالحة)، فهي من أهم المشاريع وأبقاها وأكثرها ثمرًا وأسرعها إيناعًا، فمَن أراد أن يضمن مستقبله الدنيوي والأخروي فليهتم بتربية أولاده تربية دينية أخلاقية خاضعة لموازين الشرع المقدس.

فمَن ربّى ولده وأشربه حب القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، وبيّن له الخيوط المهمة من سيرتهم العطرة، فسوف يضمن لنفسه الرعاية والرحمة والمودة في شبابه وهرمه.. ومَن أراد أن يعرف أثر التربية الدينية وانعكاسها على الواقع فليستقرئ ويسأل عن أحوال المتدينين الصادقين مع آبائهم وجيرانهم وأرحامهم، فإنه سوف يكتشف سر التأثير الرسالي في شخصية الفرد والمجتمع.. ولذلك قال: (ومن ذرياتنا).

الجهة الرابعة: تتمثل في رفع راية الطموح عند الإنسان، إذ لا ينبغي له أن يقف عند حدّ في رغباته الإيجابية، بل لا بد من أن يطمح بأن يكون قائدًا للخير دالًا عليه، لذا قال تعالى: ﴿وَاجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾، وهذه الآية تدل على أن الإنسان ممكن أن يؤثر في نفوس أُسرته ويزرع فيهم بذرة الخير وينمّيها، ثم يسير بهم إلى ما هو أفضل وأنقى ضمن الدائرة التي يشغلها، فيكون إمامهم للخير.

ولا ينبغي للمؤمن أن ينشغل عن أولاده وتعليمهم الخير، فإن اعتذر عن تربيتهم على فعل الخير فهناك مَن تفرّغ ليعلّمهم أفعال السوء والشر.

ولا يمكن أن يحصل الإنسان على هذه المنزلة في نفوس أُسرته ومجتمعه إلّا أن يقتدي بأئمة الهدى وأعلام التقى وهم محمد وآل محمد (عليهم السلام).

 

  • الشيخ قاسم الأعاجيبي
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1063.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا