الجانب النفسي والاجتماعي في التربية
2024/11/12
16
الجانب النفسي والاجتماعي في
التربية
يقول أحد الفلاسفة: (إنّ التربية
لها جانبان: جانب نفسي، وجانب اجتماعي).
أمّا الجانب النفسي في التربية
يعلمك كيف تربي الطفل، كلُّ طفل له صفة معينة تولد معه؛ طفل منعزل،
طفل منفتح، طفل متحرك، طفل هادئ، طفل متكلم، طفل صامت.. الطفل يولد
ومعه صفة، وبهذه الصفة يعلم أبواه كيف يتعاملان معه وكيف يربيانه،
فالجانب النفسي من الطفل هو الذي يُرشد الأبوين إلى كيفية تعليمه
وكيفية تربيته.
أمّا في الجانب الاجتماعي فإنّ
الطفل يحتاج إلى أن يُقحم في مجتمع، لا تترك طفلك منعزلاً ومنطوياً
على نفسه، عندما تُدخله المدرسة فهذا مجتمع، عندما تُدخله وسط
أصدقاء معينين فهذا مجتمع.. إقحام الطفل في مجتمع من المجتمعات
يكتسب الطفل عن طريقه كيفية الاستجابة للآخرين وكيفية استجابة
الآخرين له، وتُعلِّم الطفل كيفية الاستجابة هو الذي يعني استثمار
وإحياء طاقاته وقابلياته.
* الطفل قرة عين والديه
قال تعالى في كتابه الكريم:
﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا
وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ
إِمَاماً﴾ (الفرقان: 74).
وإنّما يكون الطفل قرّة عين إذا خضع
للتربية الهادفة الواعية، وليس الطفل يحتاج إلى تربية فقط، بل حتى
الكبير يحتاج إلى تربية، كلُّ إنسان يحتاج إلى تربية، كلّما مضى بك
العمر احتجت لتربية أكبر وأعظم، الحياة تجربة، الحياة تكامل، الحياة
تربيك بين مدّة وأخرى، تعطيك علوماً، تعطيك نتائج، تعطيك
خبرات.
إذن كما الطفل يحتاج إلى التربية
أيضاً الكبير يحتاج إلى التربية إلى أن يكون للمتقين إماماً ويصبح
قدوة لغيره، فما دام هو في إطار التربية واكتساب الصلاح والتكامل،
فإنّه سيصل إلى مستوى يكون فيه للمتقين إماماً.
✍️ السيد منير الخبَّاز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ
ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/
العدد995.