رسائل تربوية / 2 القراءة
2024/10/31
38
رسائل تربوية / 2
القراءة

عزيزي المعلم:
لم تصنع القراءة -لوحدها- معلماً! فالقراءة والاطلاع مع أهميتها إلّا أنّها ستظل جزءاً من مجموعة أجزاء عديدة مترابطة مع بعضها، لنحصل في نهاية المطاف على عملية متكاملة، ألا وأنّها التعليم.

فما أكثر القارئين -من المعلمين- الذين يقرؤون في شتى الموضوعات والكتب، ولديهم حصيلة جيدة من المعلومات، ولكن هل استطاع كلهم أن يكونوا معلمين ناجحين فعلاً؟!

التعليم فن يتطلب الممارسة الفعلية، ومهارة لا يمكن إتقانها ما لم تقترن بالتدريب المستمر، إضافة إلى الرغبة الصارمة في النجاح لأداء هذه الرسالة، والتي ستنعكس في عيون المتعلمين وعليهم.

فيا أيها المعلم: لكي تقطف ثمار جهدك، تدرّب باستمرار وعلى شتى الطرق التي تيسر لك الوصول إلى عقل المتعلم.

لا تقف عند نقطة معينة، فهذا يعني النهاية لك بصفتك معلماً، بل اخلق الظروف التي تجعل من المستحيل ممكناً، قد تظن أحياناً أنك تنحت في الصخر! ولكن بالإصرار حتماً بالنهاية ستحصل على نهر جارٍ، وتذكّر أنّ الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

عزيزي المعلم:
قوة الشلالات لا تكمن إلّا في ترابط وكثرة قطرات الماء المتساقطة، فتجمّعها هو الذي يؤدي إلى قوتها، ونجاحك عبارة عن سلسلة انتصارات يزداد بريقه كلما تقاربت زمنياً ومكانياً، وسيكون الطريق سالكاً للوصول إلى القمة، ولكن عليك أن تتذكّر أنّ قوة الإرادة، وجمع الهمّة، وتسليط الفكر، مع الاعتقاد الكامل بمعدل التأثير في الأمر المطلوب بلا أدنى تردد أو شك، وكذلك البحث والتقصي والرغبة في العطاء ومجاراة المستجدات، هي خطوات أساسية في مسيرتك، توكل على الله تبارك وتعالى وثبت خطواتك بالطريـق الصواب. 
                                  
✍️ علي أكرم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد1007
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا