البنت ثمرة
2024/09/19
25


البنت ثمرة

 

الفتيات مثل الثمار تختلف باختلاف أنواعها، فلتحرص كلُّ واحدة منهنَّ أن لا تكون ثمرة ضارة أبداً، أو مكروهة، وعلى العكس تماماً فلتكن من الثمار المفيدة، والتي تتعدد فائدتها، ويحتاجها الناس وأن لا تنسى أن ما ينفع الناس يبقى في الأرض.

وحتى يمكن لفتياتنا أن يرتقينا رتبةً تصير كلُّ واحدة منهنَّ ثمرةً نافعة تأكل منها أخواتها وتنفع الناس، أن يكون الفلاح -الأب- فلاحاً جيداً، محيطاً بآفات الزراعة، مهيمناً على أدواتها قادراً على توفير الظروف الملائمة والتربة الصالحة، ليكن وقتها موقناً بحصوله على الثمرة ذات الجودة العالية.

فقد يفرط الفلاح في بعض الأوقات بحماية الثمرة؛ ليعرضها تفريطه للطيور أو الآفات أو الحشرات التي تتسلل يميناً وشمالاً، طامعةً بتلك الثمرة، فيجب عليه أن يزودها بكلِّ أوجه الحماية؛ كأن يغطيها بشيء من القماش الذي يشوش على الطيور أو الآفات والحشرات فيبعدها.

وما أجمل أن يسعى الفلاح في أثناء غرسه إلى تزويد الثمرة بأشواك قوية غرضها الحماية، حتى لا يتمكن المتسللون والمتعرضون من أكلها.

وللأسف مع كلِّ هذه التوجيهات إلا أنَّنا نرى بعض الثمار فاسدة لقلة رعاية، أو عجز من قبل الفلاح! فهو لا يستطيع أن يهيمن على الأرض فتراها سبخة أو حزنة.

لكنك قد تجد ثماراً جيدةً في قِبال ذلك، وقد تمت العناية بها، والفضل يعود لمن دأب على حمايتها ورعايتها.

والأمر هكذا مع بناتنا فإنَّهنَّ قد يقعنَ عُرضة لزارع أو فلاح قليل خبرة فيعرِّضهن للتآكل، وقد تجدهنّ في أوج قوتهنَّ؛ لأنَّ الزارع قد تمكن من أداء وظيفته على أتم وجه.

فالله الله يا زرَّاع في ثمار الغد.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية العدد1002

علي السيد مؤيد الحسني

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا