غريزة الأمومة والدوافع الإنسانية للمرأة
2024/07/27
136
غريزة الأمومة والدوافع الإنسانية
للمرأة
إن غريزة الأمومة هي أقوى دافع إنساني
تقوم به المرأة. وبواسطة هذه الغريزة نرى المرأة تقوم بالتضحيات من
سهر وإجهاد فكري وبدني لأطفال صغار لا يستطيعون الحصول على ما يحتاجون
ولا يقدرون على القيام بما تتطلبه أجسامهم الغضة من توفير المأكل
والملبس.
الأمومة هي سلوك إنساني مرجعه عوامل
جسمية ونفسية خاصة، وإن المجتمع والحضارة لهما الأثر الأكبر في إشباع
هذه الغريزة أو تقدمها. فكلما تعقد المجتمع وتطورت حضارته ابتعدت الأم
عن الميل لهذا الإشباع. فالظروف التي تتطلب عملاً خاصاً وملء الفراغ،
أو بمعنى آخر، عدم وجود الوقت الكافي للأم للقيام بمهامها تجعلها تحدد
في إنتاج الأطفال وتقلل ساعات اليوم التي تكرسها لخدمتهم. ولكنها مع
ذلك تبقى شغوفة متطلعة للحدب على ذريتها وإسباغ عطفها وحنانها
عليهم.
إن الأمومة عزيزة كباقي الغرائز
كغريزة الاجتماع والميل إلى الاستقرار. لذا نرى الأم تسعى بشتى
الوسائل لتأكيد ذلك. هناك قسم من النساء تكون هذه الغريزة لديهن قوية
لدرجة تجعلهن يتشبثن بأطفالهن كثيراً، مما قد يولد مشاكل نفسية وعلاقة
حب وعاطفة متينة بين الأم وطفلها، فتبقى الأم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً
بأولادها حتى عندما يصبحون قادرين على القيام بأنفسهم بجميع ما
يحتاجون من مأكل وملبس وتكوين عائلي.
هذا الشيء يختلف عن غريزة الأمومة لدى
الحيوان، حيث ينفصل عن صغاره بمجرد الاعتماد على أنفسهم. وقد تطغى هذه
العاطفة على كثير من الغرائز الجسدية، فتهمل الأم نفسها وزوجها في
سبيل القيام بمهام الطفل المتطلبة على الوجه الأكمل. من هنا تنشأ كثير
من المشاكل العائلية بعد ولادة الطفل الأول.
أما النساء اللواتي لا يحملن، فقد
تظهر عليهن حالة نفسية تؤدي إلى التشبه بالحمل، ومن نتائجها الحمل
الوهمي، وهو عبارة عن حمل لا أساس له. إذ تتصور المرأة نفسها حاملاً
وبأن الجنين يتحرك في بطنها، حتى أن العادة الشهرية تنقطع عندها
بتأثير الخيال الجامح.
فرعاية الأم للطفل وحنانها وحبها
وعطفها منشأ ذلك غريزة كامنة تظهر بأية صورة من الصور التي نراها عند
حنو الأم على طفلها واهتمامها به.
وفاء سامي الزيادي