للخلافات الزوجية أثر سلبي على نفسية الأطفال ما لم يتدارك الزوجان ذلك ويحرصان معًا على عدم إثارة تلك الخلافات أمام الأبناء حرصًا عليهم وحتى لا تتفاقم لطرحها أمامهم ويصعب على كل من الطرفين التراجع عن موقفه.

كما تخطئ الزوجة إذا ما حاولت استمالة أولادها الى جانبها سواء بالبكاء أمامهم أم سرد التفاصيل الصغيرة لهم وذكر ما يؤذيهم معرفته عن والدهم لكسب تضامنهم معها وقد تبرر الزوجة ذلك لنفسها بأنها تفعل ذلك من باب تفريغ الغضب وإراحة النفس بدلًا من البوح بأسرارها للغرباء.

 كان بإمكان الأم فعل ذلك لتفريغ شحنات من الغضب دون إيذاء أولادها نفسيًا وتحطيم صورة الاب في أعينهم وإشعارهم بالتمزق العاطفي بينها وبين الأب كما أن شخصيتها سوف تتأثر بعد أن تنسى خلافها مع الزوج وتعود لسابق معاملتها معه، وربما تكون نظرتهم اليها على أنها قد تكون أنانية.

 ومن الحكمة تجنب ذلك كله والرد على الأبناء بكياسة إذا لاحظوا وجود خلافات بينها وبين والدهم بأن ذلك أمر طبيعي تمامًا كما يختلف الإخوة مع بعضهم، وأن ما حصل من خلاف لا يدل على الكراهية كما يعتقدون وأن المحبة والاحترام كفيلان بإنهاء الخلافات وتحويلها الى فرصة لاكتساب المزيد من التفاهم وتعميق الود والألفة بينها وبين والدهم. 

من الرائع جدًا أن يصبر الزوجان إن حصل معهما خلاف وزيادة رصيدهما من الصبر حتى لا يتنفس الأبناء دخان الخلافات الزوجية والصراعات التي تهدد السلام في المنزل فإن كل هذه الأجواء الهادئة لها أثر كبير على نفسية الزوجين وكذلك الأبناء وبذلك تقل نسبة الخسائر، لابد للأبوين أن يبينا لأولادهما أن ما يحصل بينهما مثل اي علاقة إنسانية ومن الطبيعي حدوث اختلافات في وجهات النظر، فإن رؤية الطفل للشجار والخلافات يفقده إحساسه بالأمان، مما يسبب له الإحساس بالقلق والوحدة والخوف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج صفحة بيضاء - الحلقة الرابعة - الدورة البرامجية 79.