آداب استعمال الهاتف
2019/11/10
433

ربما تكون التقنية الحديثة قد وفرت لنا الهواتف المحمولة وطرق الاتصال الحديثة لكنها تسببت أيضاً في الكثير مما يثير الغضب ويسيء للآخرين، وقد أصبحت الهواتف المحمولة عنصراً ضرورياً في حياتنا المهنية والشخصية على السواء لكن هناك أيضا قواعد سلوكية يجب أتباعها عند استخدامها، وتتطلب اللياقة الجيدة في استخدام الهاتف المحمول القليل من الجهد أو التفكير فهي ببساطة أن تدرك ما يحيط بك وأن تحترم الآخرين وتحترم الذوق العام.

 وهناك عدة أمور أخلاقية ينبغي مراعاتها عند استخدام الهاتف:

أولاً: الاقتصاد في المكالمات:

حتى لا تحصل الخسارة المالية بدون داع،ولأجل ألا يتأذى الإنسان من جراء الإطالة، وعلى هذا فإنه يحسن بالمُتَّصل أن يقتصد في كلامه، وأن يتجنب التطويل في المقدمات والسؤال عن الحال، وينبغي أن يحذر من كثرة الاتصالات بلا داع، وأن يحذر فضول الكلام في المهاتفة ؛ فإن بعض الناس قد يمتد به الحديث ساعات وساعات.

ثانياً: الحذر من إحراج المتَّصَلِ عليه:

كأن يَمْتَحِنَ المتَّصِلُ المتَّصَلَ عليه بقوله: هل تعرفني؟ فإذا قال: لا، بدأ يلومه، ويعاتبه على نسيانه له، وعدم تخزينه لرقم هاتفه.  فأولى للمتصل أن يخبر عن اسمه في البداية إن كان يريد أن يُعْرف، وأن ينأى عن تلك الأساليب المحرجة.

ثالثاً: مراعاة حال المتصل عليه، والتماس العذر له

فقد يكون مريضاً، أو في مكان لا يسمح له بالتفصيل كأن يكون في مسجد، أو بين أناس لا يود أن يقطع حديثهم أو نحو ذلك؛ فإذا لم يرد، أو رد رداً مقتضباً، أو كانت الحفاوة أقل من المعتاد- فعلى المتصل أن يبسط له العذر، وألا يسيء به الظن كما يحسن بالمتَّصَلِ عليه أن يخبر المتَّصِل فيما بعد، أو يرد عليه رداً سريعاً يبين من خلاله أنه في مكان لا يسمح له بالحديث ؛ فذلك أسلم للقلوب.

رابعاً:إغلاق الجوال أو وضعه على الصامت عند دخول المسجد:

وذلك لئلا يشوشَ على المصلين وإذا حصل أنْ نسي ولم يغلقْه أو يضعه على الصامت فليبادر إلى إغلاقه و إسكاته إذا اتصل أحد ؛ لأن بعض الناس يدعه يرن وربما كان بنغمات موسيقية مؤذية.

خامساً: البعد عن استعمال النغمات الموسيقية المحرمة:

 لما في ذلك من الحرمة والإثم، وانتقاص العقلاء لمن يستعملها، ولما فيها من التشويش  والأذى.  ويقبح استعمالها إذا كان في المساجد، أو المجالس العامة.
سادساً: الحذر من إلقاء الجوال في الأماكن العامة: كإلقائه بين الزملاء، أو الأطفال، فهذا مدعاة لوقوع الحرج، فقد يُتَّصل عبر جوالك بأناس لا ترتضيهم، وقد يُساء إلى أحد من الناس عبر جوالك، وقد يسرق جوالك، وقد يستعرض ما فيه من رسائل تكره أن يراها غيرك. وقد حصل ويحصل من جراء ذلك أذى كثير، وإحراج شديد.

سابعاً: مراعاة أدب الرسائل:

فالجوال يشتمل على هذه الخدمة،والذي يليق بالعاقل أن يراعي الأدب في الرسائل   فإذا أراد أن يرسل رسالة فلتكن جميلة معبرة أو مُبَشِّرة، أو مُعَزِّية، أو مسلية، أو أن تكون مشتملة على ذكرى، أو حكمة، أو موعظة، أو مثل سائر، أو نحو ذلك.

ثامناً: التثبت في شأن الرسالة:

فإذا كانت متضمنة لمعلومة فليتثبت من صحتها.وإذا كانت متضمنة لخبر فليكن الخبر صحيحاً لأنه سينقل عن المُرْسِل. وليستحضر المُرْسِل أن رسالته ربما تدوالتها الأيدي، وانتشرت في الآفاق فلينظر ماذا يحب أن ينقل عنه، أو يتسبب فيه.

تاسعاً: مراعاة الذوق، وحال المُرسل إليه:

فقد تكون الرسالة ملائمة لشخص، ولكنها غير ملائمة لآخر، وقد تكون صالحة لأن ترسل لكبير قدر أو سنٍّ،ولا تصلح أن ترسل إلى غيره، وقد تصلح لأن ترسلها لمن يَعْرفك ويَعْرف مقاصدك، ولا يصلح أن ترسلها لشخص لا يعرف مقاصدك، أو لشخص شديد الحساسية سيئ الظن؛ فمراعاة تلك الأحوال أمر مطلوب.

عاشراً: الحذر من كثرة العبث بالجوال في المجالس:

خصوصاً في مجالس الأكابر من أهل العلم والفضل؛ فبعض الناس لا يفتأ يقلب جواله، ويستعرض نغماته وأجراسه، ويلعب في التسالي التي يحتويها الجوال إلى غير ذلك مما لا يليق بالعاقل، ومما يجعله عرضة للتندر، والاستهجان.





 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج آداب لابد منها -الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية39

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا