رضا الله لا رضا النّاس
2024/03/17
178

رضا الله لا رضا النّاس.. كيف ننقي طاعاتنا من شوائب العُجب والرياء؟ 
السلام عليكم.. نحن طالبات جامعيات وبحكم الدراسة يكون هناك اختلاط مقيد بحدود الشرع والأعراف، تتكرر حالة زواج بعض الطلبة من الطالبات ذوات الخلق العالي والاحتشام، تراود بعضنا فكرة أنه ربما لا تكون طاعاتنا من عبادات واحتشام خالصة لوجه الله بل لنيل إعجاب الزملاء ومن ثم يتقدمون للخطبة، كيف نتخلص من هذه الوساوس ونخلص أعمالنا لله وحده؟ 

الإجابة: 
عليكم السلام ورحمة الله ابنتي العزيزة بوركتِ ووفقتِ لكل خير.
أعانك الله وعصمكِ وجميع أخواتك المؤمنات على هذا الابتلاء، حقا إن مورد الاختلاط مع الجنس الآخر مورد افتتان حتى مع مراعاة الضوابط الشرعية، فالشيطان لعنه الله له مداخل في نفوس الشباب لاسيما إذا كانت هناك ثغرات نفسية واحتياج عاطفي للجنس الآخر، وهذا أوقع الكثير من الشابات مع الأسف إلى الدخول في موارد المحذور من إظهار الزينة وإبداء المفاتن بُغية لفت أنظار الأجانب وان كان ذلك لأجل الارتباط الشرعي إلا من رحم ربي لذا فمحاولة ضبط النفس في مواطن كهذه وردعها عن اقتحام الهلكة بنظري تعدّ من أعظم صور مجاهدة النفس والذي يعد الجهاد الأكبر وهذا يتم من خلال عدة أمور:

أولًا: الاستعانة بالله تعالى بالدعاء والتوكل وطلب العصمة منه تعالى، كذلك بالتوسل بأهل البيت عليهم السلام في هذا الصدد.

ثانيًا: متابعة النفس ومراقبتها ومن ثم محاسبتها في ان لا تتخطَى الحدود التي رسمها لها الشارع المقدس بينها وبين الرجل الأجنبي وتذكير النفس دائمًا بضرورة ضبطها.

ثالثا: الإكثار من ذكر الله والاستغفار كي تكون عصمة دون ذلك، كذلك المحافظة على الوضوء.

رابعًا: انتخاب صديقة مؤمنة ملتزمة تكون عونًا لك في ذلك ومذّكرة فيما إن رأت بعض ما لا ينبغي قوله أو فعله ففي قوله تعالى {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.. إشارة إلى ضرورة اتخاذ الأخ المذكر بالله تعالى والمرشد إلى الخير.

وأخيرًا أقول لكِ حبيبتي إن الزواج تقدير من الله واختيار من الإنسان فمتى ما أتت الأقدار على الإنسان أن يحسن اختيارها، وليس التبرج وغيره هو ممن يعيّن الأقدار وليس الابتذال والتميع هو مفتاح السعادة، بل كل ذلك أمره لله وبيد الله، {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

 

 

الباحثة المختصة
حوراء الأسدي

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا