إن الإخلاص ضرورة أخلاقية في الحياة بصورة عامة والحياة الزوجية على وجه الخصوص.. وله أهمية فائقة من خلال تعزيز العلاقات المشتركة بين الزوجين بما يخدم مصلحة الطرفين وسعادتهما معًا.. فسعادة الحياة الزوجية هي عندما يحرص الزوجان على استمرار حياتهما وابتعادها عن الاخطار التي تهددها وعندما يشعر الزوجان أنّ كلّ منهما هو ملاذ للآخر وصديقه المخلص الذي يقف الى جواره عند الشدائد.
قد يتحمل البعض بمفرده أعباء الحياة
نتيجة غياب الإخلاص والصفاء بينه وبين الطرف الآخر واختلافهما في
الفكر والسلوك.. لذا فمن الضروري جدًا أن يتحلى الزوجان بسلوك طيب
تجاه بعضهما آخذين بالحسبان عواطفهما وأفكارهما في الحياة.. فمن
المؤسف أن نجد بعض الأزواج ممن له علاقات طيبة مع الأصدقاء والأقارب
لكن في الوقت نفسه نجد علاقاته مع زوجته غير جيدة، وكذلك الحال مع
الزوجات أيضًا.. إن ما يجعل الحياة الزوجية بعيدة عن الإخلاص ومعرضة
للتفكك هو الانتقاد المرّ وتحطيم روح الثقة في قلب الزوجة أو
الزوج.. فعندما يتعرض الرجل للسخرية من سلوك زوجته أو موقفها تجاه
بعض المسائل فإنه في الحقيقة يهدم أسس العلاقة بينهما.
إن الإخلاص يتحقق بين الزوجين عندما
تكون العلاقة من البداية سليمة وراسخة، وعادة ما يتحقق من خلال
المحبة والإيمان بما يجعل الحياة الزوجية مملوءة بالسعادة، لذا
ينبغي على الأزواج أن يجعلوا الإخلاص نهجًا يسيرون عليه اقتداءً
بسيرة حياة رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) مع السيدة
خديجة (عليها السلام)، فقد كان وفيًا مخلصًا لها في حياتها، وبعد
وفاتها، يذكر أعمالها وأخلاقها، وعهدها، وقابل رسول الله (صلى الله
عليه وآله) وفاءها بوفاء أعظم منه، فكان من وفائه لها، الحزن الشديد
على فراقها وبنى بيتًا أسماه بيت الأحزان بعدها..
فالإخلاص يشمل تفاصيل الحياة بين
الزوجين بأكملها، ليعيش كل منهما وهو يحمل في قلبه محبة تجاه الطرف
الآخر فهو يعني البذل والعطاء والتضحية والصبر ولكي يتحقق الإخلاص
بين الزوجين يلزمهما الاهتمام بالآخر، والحرص عليه، وتقدير جهوده،
وعدم إفشاء سره، والعمل على إسعاده، والذكرى الجميلة لعهده بعد موته
فليس مع الوفاء ترصد ولا تصيد ولا إساءة ولا ظلم ولا نكران. وعندما
يرتكب أحد الطرفين خطأ فعلى الآخر تجاهل الأخطاء، والتجاوز عنها،
وعدم إفشائها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج عصب الوفاق - الدورة البرامجية 76 -
الحلقة الثانية عشر.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)