الروتين في العلاقة الزوجية
2023/12/16
360

إن المشكلة لا تكمن فقط في الإحساس بالملل في الحياة الزوجية، وإنما تبقى في عدم قدرة البعض على التغلب على هذا الملل الذي يضرب أواصر الحياة الزوجية فيصل بها إلى الهاوية أحيانًا، بدلًا من مصارحة الطرفان لبعضهما عن السبب الذي أوصلهما لهذه الحالة..

إن غياب الحوار الصحيح الذي يشكل أحد أهم أسباب حالة الملل الزوجي، فإذا تجاهل أحد الطرفين الآخر وغاب الحوار، زادت حدّة العلاقة وتوترها، وقد يصل الأمر إلى الأسوأ، والنتيجة حياة زوجية خالية من الهدوء، فالملل الزوجي يجعل القدرة النفسية على التجاوب تنقص ثم تنعدم بصورة تدريجية.. ولعل السبب في كل هذا أن كلا الزوجين يفتقد لكل ما هو جديد، إذ ينشغل كل منهما بمسؤولياته المتكررة؛ والرجل من عادته أن ينهمك في العمل بغرض تأمين الحاجات المادية للأسرة، أما المرأة فتنغمس بدورها في رعاية شؤون الأسرة، والتي تزداد بازدياد عدد الأطفال.

بعض النساء تعطي الأطفال كل الأهمية على حساب الزوج، وتمنح كل وقتها لهم، وهي تعتقد أنهم أولى بذلك من الزوج الذي قد يدخل في طي النسيان، وهذا الانهماك يحدث شرخًا في الحياة الزوجية، فنجد الرجل يفضي بأسراره لرجل مثله، والشأن نفسه بالنسبة للمرأة، مما يجعلهما يعيشان وكأنهما غريبان عن بعضهما البعض، مما ينعكس على حالتهما النفسية ويجعل كل واحد منهما يعيش في حالة من البرود والنفور تجاه الطرف الآخر.

وعادة ما يحدث الملل في الحياة الأسرية أيضًا بسبب المزاج السيئ لأحد الطرفين، واختلاقه المتكرر للمشاكل داخل الأسرة، ولعل أكثر المشاكل التي تنغص على الأسرة حياتها، وتعكر صفوها، هو عدم تغيير تفكير كل منهما للآخر للأمور المتناقضة أو المتعارضة التي تهم الأسرة، بطريقة مقبولة ووسطية ترضي الطرفين، ولا يقتصر الأمر على حياة الأزواج فقط، بل يتعداها إلى الأبناء، حيث يزيد احتمال أن ينشأ الطفل في محيط أسري مشحون بالتوتر والاضطراب..


فالأطفال يراقبون الأولياء ويقارنونهم بغيرهم، وهنا تكمن المصيبة؛ حيث يصل بهم الأمر إلى تمني العيش في كنف والدين متحابين، ولعل من الخطأ الفادح وضع اللوم على الزوجة واتهامها بأنها السبب الرئيس في جعل سفينة الحياة الزوجية ترسو على مرفأ الملل، فلا يوجد شخص واحد مسؤول، بل الاثنان في الخانة نفسها ولابد لأحدهما أن يبادر، ومن أراد تغيير الروتين فسيجد المزيد من الأفكار، لذا على الطرفين السعي دائمًا وبجدية لإحداث التغيير في كل شيء؛ الكلام، الطعام، اللباس والعطر والهدايا البسيطة والاهتمام والاحتواء الذي يجسد حتى بالكلمة الدافئة التي من شأنها أن ترفع معنويات الطرف الآخر.
 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج عصب الوفاق - الدورة البرامجية 76 - الحلقة الحادية عشر.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا