الاعتراف بالخطأ بين الزوجين
2023/12/02
355

جميعنا نعلم أن في الحياة الاجتماعية يمكن لإنسانين أو حتى فئتين أن يختلفا عن بعضهما بعضًا، ويمكن لهما الجلوس على مائدة واحدة والتحاور بينهما وتسوية ما حصل من نزاع بقليل من المحبة والتسامح.. قد يعقب هذا الحوار الهادئ ليس عودة العلاقة كما كانت عليه بل ربما عودتها أقوى وأمتن من ذي قبل وهذا لا ينطبق على عالم الصغار والشباب بل يتعداه الى دائرة أوسع وأكبر.

إن ما يبعث على الأسف حقًا وجود بعض الأفراد الذين يعيشون معًا ويشتركون في الحياة معًا ولكنهم يمضون حياتهم بالآلام والمتاعب دون أن  يفكروا باتخاذ المواقف الصحيحة تجاه بعضهم بعضًا أو أن ينتجوا السلوك السليم الصائب بل أنهم وعوضًا عن ذلك يزيدون الطين بله باتخاذهم القرارات الخاطئة وبعدها يتمنون الخلاص من هذه الحياة غير المستقرة التي صنعوها بأنفسهم، هكذا يكون حال الزوجين بسبب انعدام خبراتهم في اتخاذ المواقف فيتحول عشهم الدافئ الى جحيم مستعر، وعلى الرغم من ادعائهم النضج الفكري فإنهما يقفان في وجه جميع الطرق التي تؤدي الى أن يعيشا بسلام وطمأنينة.

كما أن ارتكاب أحد الزوجين لخطأ ما لا يبرر للآخر إعلان الحرب وتحويل المنزل الى أجواء نزاع بل لابد أن يحلا مشاكلهما واختلافاتهما في جو التسامح والمحبة والتضحية وهذا هو الطريق الذي يؤدي الى السعادة.

أكدت إحدى الإحصائيات النفسية، على أن هناك العديد من العوامل التي تمنع فئة واسعة من الناس من الاعتراف بأخطائهم، من أهمها عدم قدرة الفرد على تحمل مسؤولية أخطائه، فشخصيته تجعله دائم الشعور بأنه على حق، ولا تسمح له بالإحساس بالذنب حيال الطرف الآخر، ما يبني في ذهنه فكرة أن الإقرار بالذنب يلبسه الخطيئة، ويهدم مكانته لدى الشريك.. والتصرف على هذا النحو، بحسب مختصين، لا يكون بمحض الإرادة وإنما عبارة عن حالة نفسية تنم عن تصرفات لاشعورية.. حيث إن الاعتراف بالذنب ثقافة ودية تأخذ بصاحبها نحو الرقي دائمًا ولا تشير الى ضعف الشخصية وخضوعها بل هي إشارة واضحة لصحوة ضمير من أخطأ.

فالبعض يعتقد أن الاعتذار هو قمة الإهانة لشخصه مثلما لا يجيد الكثير تقديم الاعتذار، يجد آخرون صعوبة في تقبله، وقد يواجهون طلب الغفران بالصدّ أو البرود، ويمكن حتى عدّه دليل إدانة دائمًا مما يجعل المعتذر يشعر بالندم أحيانًا لاعترافه بالذنب ورغبته في الصلح، فردود أفعال الطرف الآخر هي التي تحدد ما إن كان شخصية متسامحة تستحق التقرب أو أن يتم تجاهل الأخطاء تجاهه.


 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج عصب الوفاق - الحلقة الخامسة - الدورة البرامجية 76.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا