قال الله تعالى: (الذين آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28)..
إنّ التوتّر النفسي هو ردّ فعل جسم
الإنسان على أيّ تغيير يتطلّب تكيّفًا أو استجابةً ما، ويتفاعل
الجسم مع تلك التغيّرات باستجابات مختلفة: جسدية، وعقلية، عاطفية
ويأتي التوتّر بأشكال متعدّدة، ويؤثّر في الناس من كافة
الأعمار..
وهو على نوعين: التوتّر النفسي
الجيّد الذي يساعد على إنجاز المَهامّ اليومية، والتوتّر النفسي
السيّئ الذي يجعل المرء غير قادر على إنجاز المهامّ اليومية، ويؤثر
تأثيرًا كبيرًا في الصحّة الجسدية والعقلية، وهناك أشخاص يكونون
عرضةً للإصابة بالتوتّر أكثر من غيرهم، كالأشخاص الذين لا يحصلون
على دعم اجتماعي كافٍ، والذين يعانون من سوء التغذية، والذين لا
يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم، والذين يعانون من مشاكل
جسدية..
كما أنّ أسباب التوتّر
النفسي متعدّدة، منها العوامل الوراثية، والتعرّض للمشكلات في مرحلة
الطفولة، والضغوطات الحياتية، والضغوطات في العمل، والتفكّك
الأُسري، وإدمان الموادّ المخدرّة، والأرق واضطرابات النوم،
والصدمات النفسية، واستخدام بعض الأدوية.
أعراضه مختلفة،
منها:
1ـ الأعراض العاطفية: كالشعور
بالإحباط وتقلّب المزاج، وفقدان السيطرة على السلوك، وصعوبة
الاسترخاء، والشعور بالوَحدة، والاكتئاب، وتجنّب
الآخرين.
2ـ الأعراض الجسدية: كالشعور
بانخفاض الطاقة، ونوبات الصداع، واضطرابات في الجهاز الهضمي، وألم
في العضلات والصدر، وتسارع نبضات القلب، والأرق، وغيرها.
3ـ الأعراض المعرفية: كالقلق
المستمرّ، والنسيان، وعدم القدرة على التركيز، والتشاؤم.
4ـ الأعراض السلوكية: كتغيّرات في
الشهية، وإظهار بعض التصرّفات كقضم الأظافر.
يمكن التخفيف أو التخلّص من التوتّر
النفسي بالطرق الآتية:
1ـ التفكير الإيجابي.
2ـ ممارسة تقنيات الاسترخاء،
كالتأمّل، والـ(يوغا)، والتنفّس العميق، والجلوس في وضعية مريحة مع
إغلاق العينين، وأخذ شهيق عميق ببطء من الأنف حتى يصبح ارتفاع البطن
أكثر من الصدر، وإخراج الزفير ببطء من الأنف، ويُكرّر التمرين عدّة
مرّات.
3ـ ممارسة التمارين الرياضية
بانتظام، كالمشي وركوب الدرّاجة، فالمشي نصف ساعة يوميًا يخفّف من
التوتّر، ويقلّل توتّر العضلات.
4ـ تعلّم إدارة الوقت بفعّالية،
وتخصيص وقت كافٍ للهوايات.
5ـ قضاء الوقت مع مَن تحبّينهم من
الأهل والأصدقاء، وتقليل استخدام الهواتف النقّالة
والحاسوب.
6ـ اتّباع نمط حياة صحّي، والتقليل
من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكافيين، كالشوكولاتة، والمشروبات
كالقهوة، والشاي، ومشروبات الطاقة، والاستعاضة عنها بشاي الأعشاب
التي تتّسم بتأثيرها المهدّئ، كالبابونج والزنجبيل
والريحان.
وأخيرًا، لا يوجد دواء لعلاج
التوتّر النفسي تحديدًا، لكن هناك من الأدوية التي قد تسهم في تخفيف
أعراضه، لكنّها لا تُستخدم إلّا بعد استشارة الطبيب.
______________________________________
المصدر: مجلة رياض الزهراء/ مجلة شهرية تختص بشؤون المرأة المسلمة
تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة
-العدد 195-.
د. سعاد سبتي الشاوي
الإمعة: حين يغيب الرأي وتتلاشى المسؤولية