إنّ أمّية الكثير من الأزواج في الأحكام الأسرية، وجهلهم بآداب العشرة الزوجية بلغ حداً لا يكاد يصدق!!
فالزوجان قبيل زواجهما يعتنيان بكل شيء، ويدققان في كل صغيرة وكبيرة من مستلزمات ومتطلبات الزواج، ناسين أو متجاهلين أمراً أهم من كل ذلك!
وهو التفقه في أحكام الزواج، و آداب العشرة الزوجية..

إذا كان الناس لا يرتضون لأحد قيادة سيارته دون علم بأصول القيادة ودراية بآداب السير حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، فإنك تعجب أشد العجب من سماحهم لكثير من الأزواج قيادة أسرهم دون علم بأحكام الأسرة الشرعية وآدابها المرعية..

ولذلك كثرت المشاكل وتعمقت الخلافات ومن الأسباب الرئيسية لوقوع المشاكل:
- العناد: من الأسباب التي تحصل بسببها المشاكل الزوجية قضية العناد الذي يكون مترسباً في نفس الزوج والزوجة عند التعامل، بل إن عدم تحكيم العقل، وأحياناً التصرّف بطفولية هو سبب مباشر لأخطاء التعاملات الزوجية.

- إثبات الشخصية: مسألة أن كل واحد منهما يريد إثبات شخصيته، وإزاحة الشخص الآخر عن موقع التأثير نهائياً، وإثبات الكيان وإثبات الموقف هو من الأسباب الرئيسية للمشكلات الزوجية.

- الحساسية المفرطة عند المرأة: إن الحساسية المفرطة عند المرأة من أكبر أسباب المشكلات الزوجية كذلك.

- التصورات الخاطئة أو الخيالية عن الحياة والمستقبل: إذ أن البعض يعيش في عالم من الأحلام الوردية ويتصور بأن المستقبل سيكون جنّة وارفة الظلال.. ولكن! وبعد أن يدخل دنياه الجديدة إذا به يبحث عن تلك الجنة الموعودة فلا يعثر عليها، فيلقي باللوم على الطرف الآخر محمّلاً إياه مسؤولية ذلك، ويبدأ بذلك فصل النزاع المرير ليُفقِدَ الحياة طعمها ومعناها.

- الطموحات اللامعقولة: في غفلة عن الحسابات الواقعية للزواج وتأثير البعض وإيحائهم أحياناً تنطلق في نفس الرجل أو المرأة طموحات لا حد لها، هناك بعض الطموحات المعقولة والمحسوبة، وهذه مسألة منطقية لا يعترض عليها أحد، لكن هناك من الطموحات ما لا يمكن أبداً تحققه على أرض الواقع وإذاً فينبغي الكف عنها.

__________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 885.
منتظر محمد