صراع الأدوار بين الزوجين
2022/09/25
1093

إن المرأة التي تطور نفسها من حيث جانب الثقافة العلمية والطهارة الروحية هي في الحقيقة تخدم نفسها أولاً ومن ثم أسرتها، ولكن مهما كانت الحياة الزوجية مليئة بالود والتفاهم لابد أن تحدث بعض الأمور الشائكة من حين لآخر، وأحد هذه الأمور هو صراع الأدوار أحد الأمراض الاجتماعية التي تصيب الأسرة وتعرقل سير الحياة فيها..
نجد أن هذا الصراع يصنف ضمن المشاكل والأمراض التي يسببها الجهل بالمهام المناطة بكل فرد من أفراد الأسرة مما يؤدي الى صراع بين أفرادها وخلخلة التوازن بينهم، وقد أولى علماء الاجتماع إهتماماً بالغاً لهذه الظاهرة كونها عامل أساسي في زعزعة الكيان الأسري لكونه يقلب الموازيين الأسرية ويجعل من الأم والأب كالمتحاربين يتنافسان ويتقاتلان فيما بينهما من أجل إثبات ذواتهما متناسين دورهم الذي على أساسه ارتبطا ببعضهما وكونا أسرة آمنة مطمئنة ينعم أفرادها بالراحة والسلام.
قد يحدث الصراع بين الزوجين أحيانا لقيام المرأة بمحاولة أخذ دور الرجل لتكون الكفة الأقوى لها، بالمقابل نجد بعض الرجال يحاولون تهميش دور المرأة وما يتعلق بها، وأما إذا كان هذا التهميش من قبل الطرفين فتكون المشكلة أكبر وأصعب..
إن من أبرز الأسباب التي تؤدي الى حدوثها هي الأنانية التي تستوطن ذات الأنسان فتشكل مشكلة ومعضلة كبيرة يحتاج الأنسان الى اقتلاعها من نفسه بالعودة الى الشريعة الإسلامية ووصايا أهل البيت عليهم السلام والتواضع وحب مشاركة الآخرين.
كما أن السبب الآخر للصراعات الأسرية هو زعزعة الثقة بالطرف الآخر فإن الثقة إن وجدت بين الأزواج تحل الكثير من المشاكل وخصوصا مسالة صراع الأدوار فيما بينهم وزعزعة الثقة نفسها تحدث لربما بسبب عدم ترجمة الطرف المقابل لشخصيته ومطالبه بصورة صحيحة فلابد من زرع الثقة لدى المقابل من خلال الإفصاح بما في مكنون الذات..
كذلك غياب التفاهم والانسجام بين الطرفين وعدم معرفتهم للحقوق والواجبات يؤدي بهم الى حدوث صراعات وتفاقم أبسط المشاكل بينهما..
إن الله سبحانه وتعالى خلق البشر والشعوب وجعل بينهم اختلافات عدة وهي لحفظ نظام الكون فتصبح هذه الاختلافات نفسها مدعاة لمعرفة الناس فماذا لو كان الجميع متشابهون ما كان سيسود الأرض من ملل ورتابة ولابد أيضا أن تظهر بعض المشاكل في التشابه حتى..

لذا ليس بالضرورة أن تتفق وجهات النظر بين الزوجين دائما وعليهم عند الإختلاف بالمشاورة فقد أمر الله تعالى النبي الأكرم في كتابه المجيد أن يشاور المسلمين بقوله تعالى :- "وشاورهم بالأمر"..
وعلى الرغم من أن رأي النبي صلى الله عليه وآله هو الرأي السديد والصحيح لا محالة إلا أن المشاورة هنا كانت إحياء لشخصية المسلمين وبث الروح في كيانهم الفكري والروحي ومن هذا المنطلق القرآني النبوي يحتاج الأزواج الى المشاورة فيما بينهم وعدم عد هذه المسألة نقص في ذواتهم أو قلة في خبراتهم أو شخصياتهم.

كما أن طاعة الزوج تكون في أمور محددة حددها الشرع وهي الحقوق الشرعية للزوج على الزوجة وإذا أدركت الزوجة هذه الحقوق عرفت مدى طاعة زوجها، كذلك الزوج لابد أن يعلم حقوقه كي لا يتعداها ويجب الوضع في الحسبان من قبل كلا الزوجين أن حقوق الزوجة على زوجها الواجبة والمستحبة تعادل حقوق الزوج على زوجته.
لكن نجد أن هنالك من يسيء فهم قيمومة الرجل على المرأة وبهذا يكمن سبب آخر لإيقاد الصراع بين الزوجين وإن قيمومة الرجل هي تنظيمية وإدارية لا قيمومة مطلقة وهي قيمومة محددة بحدود كما جاء في الآية الكريمة :- "بما فظل الله بعظهم على بعض وما أنفقوا على بعضهم" وهذا لايدل على التحكم في المرأة أو أخذ دورها طلقاً.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة التاسعة- الدورة البرامجية 61. 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا