في عصر يغرق فيه الشباب حتى النخاع في التطبيقات الرقمية، كشفت دراسة بريطانية حديثة عن تدهور العلاقة بين الجيل الجديد والفضاء الافتراضي، بل ورصدت رفضًا متزايدًا له، مع مطالبات واضحة بتنظيمه والحدِّ من سطوته على الحياة اليومية.
أدناه أبرز ما ورد في هذه الدراسة التحليلية؛ التي أُجريت من قِبل المعهد البريطاني للمعايير بالتعاون مع جهات بحثية أخرى، شملت العينة (1,293) شابًا بريطانيًا تتراوح أعمارهم (16 -21) عامًا.
* كشفت الدراسة عن مؤشرات مقلقة تتعلق بالحالة النفسية:
– (69٪) من المشاركين أكدوا أنّهم يشعرون بأسوأ حال بعد استخدام مواقع التواصل.
– (68٪) قالوا إنّ استخدامهم المطوّل للإنترنت أثر سلبًا على صحتهم النفسية.
* المفارقة أنّ هؤلاء الشباب على الرغم من نشأتهم الرقمية، عبّروا عن سخط واضح من هذه الحياة الافتراضية:
– (46٪) تمنّوا أن يعيشوا في عالم بلا إنترنت.
– (50٪) يؤيدون فرض حظر ليلي على تطبيقات مثل (تيك توك وإنستجرام) بعد الساعة العاشرة مساءً.
* الهوية الرقمية لدى الجيل الشاب باتت مشوشة ومتناقضة:
– (42٪) اعترفوا بالكذب على والديهم حول أنشطتهم على الإنترنت.
– (42٪) غيّروا أعمارهم عند التسجيل في المنصات الرقمية.
– (27٪) تظاهروا بأنّهم أشخاص مختلفون تمامًا عن هويتهم الحقيقية.
– (43٪) من الفتيات أنشأن حسابات وهمية أو احتياطية، مقابل (36٪) من الفتيان.
* الخصوصية الرقمية ما زالت في خطر:
– (27٪) من المشاركين شاركوا مواقعهم الجغرافية مع غرباء، ما يكشف عن ضعف الوعي الأمني.
– (79٪) طالبوا بوضع قوانين تُجبر شركات التكنولوجيا على إنشاء ضوابط حقيقية للخصوصية، تشمل التحقق من الأعمار.
* الزمن الضائع مع مواقع التواصل:
– (26٪) من الشباب يقضون أكثر من أربع ساعات يوميًا على مواقع التواصل.
– (20٪) يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا في ألعاب الفيديو.
* التأثير الاستهلاكي وقرارات الشراء:
– (79٪) من الفتيات قلن أنهنّ قُمن بعمليات شراء نتيجة التعرض للإعلانات على (السوشيال ميديا)، خصوصًا عبر تيك توك، مقابل (59٪) فقط من الفتيان، ما يكشف عن البعد التجاري للمنصات في تشكيل اختيارات الجيل وقراراته.
الخلاصة:
هذه الدراسة تكشف عن تحوِّل في الوعي الرقمي لدى الجيل الذي نشأ في العصر الرقمي، لكنّه مع ذلك بدأ يعبِّر عن سخطه وقلقه من هذا العالم، ويرفع صوته مطالبًا بالتوازن، والحماية داخل البيئة الرقمية بعيدًا عن جشع الشركات.
واحة الثقافة تزهر في بغداد – الشعلة