السؤال:
أنا مُقتنع بأنّ حجاب المرأة هو واجب شرعي، ولكن بعض الأصدقاء من يقول: إنّها عبودية وإهانة للمرأة، ولم يرد الحجاب في القرآن الكريم بدلالة على غطاء الرأس، وإنّما ورد في معانٍ أخرى تختلف عن هذا المفهوم. فما رأي سماحتكم بذلك؟
الجواب:
الحجاب فريضة شرعية ذُكرت في القرآن الكريم (سورة النور: آية ٣١، وسورة الأحزاب: آية ٥٩)، وهو من بديهيات التاريخ الإسلامي، حيث كانت نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وسائر النساء المؤمنات يواظبن عليها، كما هو واضح لمن اطّلع على سيرة المسلمين منذ العصر الأول، بل هي من الفرائض المشتركة بين الأديان الإلهية، حتى إنّ المجتمعات المسيحية كانت تراعي ذلك على العموم إلى عصر قريب، ولا تزال صور السّيدة(مريم) (عليها السلام) عندهم متضمّنة لحجابها.
والحكمة من فرضها: ضمان العفاف في المجتمع بسلامة الأجواء الاجتماعية عن عناصر الإغراء من المرأة للرجل الأجنبي؛ لأنّ من شأن الإغراء -بحسب سنن الحياة- أن يكون لأجل جذب الرجل للعلاقة الخاصة، فإذا لم تجز تلك العلاقة كان من الطبيعي تحريم مظاهر الإغراء. فهذه الفريضة تقي المجتمع من منافيات العفاف وأضرار العلائق غير المشروعة، وقد عُلم أنّ المرأة بطبيعتها هي الأكثر تضرُّرًا من الممارسات اللاأخلاقية، ومن المشهود في المجتمعات التي لا تتقيّد بالحجاب ما يؤدّي إليه عدم مراعاته من المفاسد الأخلاقية.
وبعد، فالحجاب موافق لفطرة المرأة، فإنّها جُبلت على الحياء عن الظهور أمام الرجال الأجانب بمظهر الإغراء، وتشعر بالحزازة فيه. فعلى الإنسان أن يلتفت إلى مبادئ الأمور وغاياتها ومضاعفاتها، ومن يُؤتَ الحكمة فقد أُوتي خيرًا كثيرًا.
واحة الثقافة تزهر في بغداد – الشعلة