في ذكرى شهادة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
2025/01/25
58
في ذكرى شهادة الإمام موسى الكاظم
(عليه السلام)
في السابع من شهر صفر لسنة (128هـ)
وكان يوم الأحد أطل على الدنيا وجه موسى بن جعفر وهو يتوهج إشراقاً
وجمالاً في(الأبواء) وهي مدينة تقع بين مكة والمدينة وفي يوم ميلاده
الأغر أقام والده الأمام الصادق (عليه السلام) وليمة كبرى أطعم الناس
فيها لثلاثة أيام وأمه السيدة حميدة بنت صاعد وكانت جارية مغربية
أندلسية ترجع بأعراقها إلى بربر المغرب تدعى حميدة المصفاة واستقل
بحياته البيتية في أسرته الخاصة بين نسائه وأولاده وقد رزقه الله
عدداً كبيراً من البنين والبنات بلغوا سبعة وثلاثين وقيل غير
ذلك.
عرف بكنيته الشهيرة (أبو الحسن) أما
ألقابه والأكثر شيوعاً ذلك اللقب الذي أصبح له بمنزلة الاسم والعلم
وهو الكاظم لقب به لفرط حلمه وكظمه الغيظ وتجاوزه عن المسيئين إليه
وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المتهجدين كما كان يدعى العبد الصالح
من عبادته واجتهاده ثم اشتهر بعد وفاته وخصوصاً عند أهل العراق بـ
(باب قضاء الحوائج إلى الله) وذلك لنجح قضاء حوائج
المتوسلين.
عاصر الإمام موسى بن جعفر أحداث
ووقائع أليمة وكانت من أهمها استشهاد والده الإمام الصادق (عليه
السلام) على يد الخليفة العباسي المنصور، وفي عام (148هـ) تلفت
المسلمون فلم يجدوا من تجتمع فيه الشروط والمواصفات غيره بما عرف عنه
من مواهب وملكات في علمه وسخائه وفي تقاه وورعه وفي نبيل سلوكه وفاضل
خلقه وفي سخاء يده وكرم عطائه.
امتدت إمامته الشرعية مدة بلغت خمساً
وثلاثين سنة وعاصر خمسة من الخلفاء العباسيين السفاح والمنصور والمهدي
والهادي وهارون العباسي ولقي منهم من ضروب العنت والظلم والتنقل في
السجون والمعتقلات حتى طفح الكيل في نفس الحاكم هارون العباسي فلم يجد
سبيلاً للتنفيس عن حقده الأسود غير دس السم إليه عن طريق السجان
السندي بن شاهك فكان في ذلك شهادته وذهابه الى ربه. وكانت شهادته يوم
الجمعة في الخامس والعشرين من رجب سنة (183هـ) ودفن في مرقده الحالي
بمقابر قريش.
✍️ حسين مهدي كندلة.
__________________________________________
نشرة الكفيل / نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ،
والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ
بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد
1005.