الخلل الذي لا ينبغي تجاوزه
2025/01/21
12

الخلل الذي لا ينبغي تجاوزه

من الأشياء الخطيرة التي يسقط فيها البعض هي إسقاط ما في الذهن من أفكار وترسّبات فكريّة من كلمات طالعها لإمام المشكِّكين مثلاً، أو كلمات سمعها من بعض المفتونين به أو بأمثاله، ويعمد على تطبيقها بلا تثبُّت على الواقع ويشرع بالترويج لها على أنّها حقائق..
وكذلك إسقاط بعض علامات الظهور غير الحتميّة على الواقع الخارجيِّ، وتجده ينظر إلى كلّ حدث على أنّه علامة، وينولها منزلة الحتميّة؛ كاشتعال نار مثلاً أو حدوث حادث ما في بلد معيّن، ويربط كلّ شيء بلا تثبُّت وبلا تفقُّه ويقول: بعدها سيكون الظهور!!
وهذا له مردود سلبيٌّ كبير، ربما يزلزل عقيدة شخص أو يشكِّك بعض المؤمنين وتكون عندهم رِدّة فعل بعدما ينتهي الحدث ولم يتحقّق ما قاله أو ما وعد به.
 وهكذا الحال في إسقاط بعض الروايات التي تذكر أوصافاً لبعض الشخصيّات التي لها حضور في الظهور، فيُسقطها على شخصيّات معيّنة في الواقع الخارجيّ، وهذه الأمور تقع بدافع الجهل أو الهوى أو العاطفة أو أيِّ ارتباط جهويِّ أو لأسباب أُخرى، وهذه الأشياء الخطيرة التي وقع فيها مَن وقع على مرِّ العصور.
 وكذلك إسقاط بعض مطالب الفكر الفلسفيّ على الله تعالى كما في مطالب العلم التفصيليّ بالأشياء الخارجيّة.. وهل أنّه تعالى يعلم بالأشياء الخارجيّة علماً تفصيليّاً؟ أو أنّه تعالى يعلم بالأشياء الخارجيّة علماً إجماليّاً؟.. ويشرعون بالأخذ والردّ والتطويل بما لم يكلّفوا به ولم يُطلب بيانه منهم.
والشيء المهمُّ هو: أنّ النصوص الشرعيّة حسمت الأمر ووظيفتنا التسليم لها، ونحن لم نكلَّف بهذه الأشياء، بل تكليفنا في مثل هذه الأمور: (وسلّموا تسليماً). وما هي إلّا إسقاطات لهذا الفكر على الباري سبحانه وتعالى، لو تأمّلها متأمِّل لوجدها من قياس الباري على البشر.
 وهذا خطر كبير ينذر بوجود الخلل الفكريّ الواضح، وهذا مؤشر دالٌّ على سقم تلك الأفكار، وهو من ترك النصوص الواردة في بيان هذا الشأن، إن لم يكن من الردّ لها.
 علينا الحذر من مناشئ تلك الإسقاطات وبيان خطورتها والتأكيد على الأخذ من الثقلين، والحذر من الشديد من هذا الاتجاه الخطير.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد1003.



✍️ (من تقرير لكلمة الشيخ نزار آل سنبل القطيفي)

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا