بذر بذور التضحية
2025/01/08
35
بذر بذور التضحية

إنّ الأم المسلمة تغرس قيمة التضحية والعطاء في نفوس أبنائها منذ الصغر، يكون ذلك عبر أفعالها وسلوكها اليومي، إذ تصبح مثالاً حياً يُحتذى به في الإيثار والتفاني.
هذا الغرس هو ما يُقصد بـ"بذر بذور التضحية"؛ لأنّه يُمهِّد لبناء شخصية واعية ومسؤولة، تعطي الأولوية لمصلحة الجماعة على مصلحتها الخاصة.
إن الأم المؤمنة قادرة على أن تجعل التضحية قيمة متجذرة في نفوس أبنائها؛ عبر أفعالها اليومية التي تكون بمثابة دروس عملية يقتدي بها الطفل قبل أيِّ توجيه لفظي، فحين يرى الطفل أمه تقدم احتياجاته على راحتها، وحين يشهد كيف تعطي الآخرين مما لديها برحابة صدر، تتكون لديه قناعة أنّ التضحية هي سلوك طبيعي وعفوي.
وعندما تحث الأم طفلها على مشاركة الحاجيات التي يملكها مع إخوته أو زملائه، أو على التنازل عن بعض ألعابه لأبناء الضيوف ليلعبوا بها، فإنّها تبني داخله روح الإيثار التي سترافقه طوال حياته.
وفي المواقف التي تتطلب خدمة عامة أو مساعدة للمحتاجين، تلعب الأم الصالحة دوراً رئيساً في دفع أطفالها نحو المشاركة الفاعلة، موضحة لهم أنّ البذل من أجل الآخرين يعزز روح المجتمع ويقوي روابطه.
وعبر تاريخ الإسلام، كانت الأُمّة مليئة بالأمهات اللواتي يدركن قيمة التضحية ويحرصن على زرعها في نفوس أبنائهن، ولا يزال بيننا اليوم بحمد الله تعالى العديد من النساء الصالحات اللاتي يربين أجيالاً تحمل هذه القيم النبيلة، حتى وإن بقيت أعمالهن في الخفاء لا يراها الكثيرون، فإنّ الله سبحانه لا يضيع عنده شيء من الخير الذي يُبذر في النفوس.

✍️ الشيخ حسين التميمي

__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1017.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا