استطلاع رأي
فتيات الإنترنت
✍ سوسن عبد الله
ما الذي يمنع المرأة من المشاركة في
الإنترنت؟ فهو عمل تربوي وجمالي يُقرّب المسافات، ويقوّي الصلة بين
الناس، ويسهّل نشر الدين والعلوم والثقافات. كما يمنح المرأة مجالات
خصبة للمشاركة في الأمور الدينية، والبحث والتعليم عن بُعد، والعمل
الحسن الذي يُكسبها الأجر والثواب، ويقرّبها من منهج أهل البيت
(عليهم السلام)؛ لتسير على خطى مولاتنا زينب (عليها السلام) عبر نشر
المعرفة بالمقالات، وقراءة الكتب، وإدارة الحوارات، وتسليط الضوء
على منهجية الهُدى والصلاح.
هل يمكن إنكار وجود أقلام نسائية
قدّمت الكثير من العلم والمعرفة ورسّخت مفاهيم الإسلام؟ إن ظهور بعض
الجوانب السلبية أمرٌ متوقّع أمام الملايين من مستخدمات
الإنترنت.
في هذا الاستطلاع، أردنا أن نعرف
كيف ينظر الشباب إلى “فتيات الإنترنت”. التقينا الباحثة الاجتماعية
زكية إبراهيم جرهم، التي ترى أن عالم الإنترنت واسع يشبه النار؛
يمكن أن يُستخدم للإنارة والطبخ والتدفئة، أو للحرق وتحويل الدنيا
إلى رماد. تضيف: “أجد الكثير من النساء يستخدمن الإنترنت بروح
محافظة وإيمانية، ويناقشن أمور الدين، ويتحاورن في قضايا المذهب
ومنهج أهل البيت، ويشتركن في تأسيس منتديات حسينية مباركة تخدم
مناسبات أهل البيت (عليهم السلام).
في المقابل، هناك انزلاقات خطيرة
عبر مواقع توهم المرأة بالثقافة والحرية والانفلات، وتقدم مواد تحمل
جاذبية الإغواء. لكن ما أود قوله: إن الحديث عن “فتيات الإنترنت”
بمعزل عن “فتيان الإنترنت” الذين يقودهم البعض نحو المواقع الإباحية
يُعدّ طرحًا ناقصًا. القضية تتعلق بشباب واعٍ يخوض صراعًا دينيًا
وأخلاقيًا، ومن المؤكد أن الانتصار النهائي سيكون للبيت
المتماسك.