الإمعة: حين يغيب الرأي وتتلاشى المسؤولية
2024/10/09
60
الإمعة: حين يغيب الرأي وتتلاشى المسؤولية

زينب سامي

الثقافة هي السلاح الأقوى في معركة الوعي، فهي ليست مجرد تراكم للمعلومات، بل هي ثقل التعلم ومورد الحصانة الذي يفتح أمامنا أبواب الفكر والنضج ، إنها الدرع الذي يحمي الإنسان من الجهل الذي يعد السبب الأول في خراب المجتمعات ، فالجهل لا يدمّر الفرد وحده، بل يمتد أثره إلى كل جوانب الحياة، ليترك بصمات من التخلف والفوضى ، وهنا تبرز أهمية التمييز بين مصادر المعرفة، إذ لا يكفي أن نتلقى المعلومات، بل يجب أن نعرف المصدر الذي ننهل منه، لكي نصل إلى يقين راسخ.

المصادر المجهولة، تلك التي لا نعرف جذورها ولا موثوقيتها، تصنع ثقافة هشة، مبنية على التخمين والسطحية ، وهذه الثقافة تُنتج أفرادًا يعيدون تكرار ما يسمعون دون تدبر أو تحليل ، وهنا يظهر مصطلح "الإمعة"، وهو الشخص الذي لا رأي له، منقاد بلا وعي خلف أفكار غيره. الإمعة لا يمتلك رؤية خاصة به، بل يعيش في ظل آراء الآخرين، يردد ما يُلقن دون تفكير، فيُحرم من نعمة النقد والبصيرة.

هذا النوع من الأشخاص، رغم أنهم قد يحملون كمًّا من المعلومات، إلا أن ثقافتهم سطحية لا تؤهلهم للارتقاء إلى مسؤولية الانتماء لمجتمع أو قضية ، فهم مجرد متلقين، وليسوا فاعلين في توجيه مسار الأفكار أو تطويرها. وما نحتاجه اليوم هو وعي أصيل، متجذّر في التفكير المستقل والمصادر الموثوقة، بعيدًا عن ثقافة التكرار الأعمى.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا