الاحترام وانعدامه في المجتمع
2024/06/28
134

تمضي الأيام، نعيشها وتأتي أخرى.. فما بين الماضي والحاضر نسمع ونشاهد ما تسجّله الحياة لنا؛ من أحداث نمرّ بها في كل يوم، منه ما تسجّله الأقدار رغماً عنا! وهذا شيء من المحتم الصبر عليه وعدم الخجل منه، وكل شيء يأتي من الله جلّ جلاله فهو جميل.

لكن حديثي ليس هنا، فكلماتي أخذت من خزين هواجسي وأمسكت اليراع لتخط بحبره على الأوراق لعل بها ينتفع من يريد علماً في الحياة، ويهتدي لسبيل الرشاد، وحب الخير والاحترام.. وها أنا أتكلم عن أمور دمّر المجتمع نفسه بها؛ لأنه هو مَن يعملها، وليس له الحق أن يضع اللوم على الأقدار ويقول: (الأقدار من عملت بنا ذلك)، لا، بل يجب أن نعي ما نفعله اليوم، فالحياة تريد والآخرة تريد، وكم هو جميل لو نظرنا لأنفسنا واحترمنا الصغير والكبير، وهدينا الصغار وعلمناهم حب الإيمان والتعامل الطيب فيما بينهم، ورفعنا من شأن الكبير وأعطيناه الأمل.

بل ما نراه العكس! فقد أصبح شائعاً أن ترى عدم الاحترام، فهناك مَن يقدّر ويحترم طبقات الأغنياء في كل مكان ويترك الفقراء؛ لأنهم لا يملكون المال ولا البيوت الفاخرة، وهذا على العكس مما كان يقوم به إمامنا علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ الذي كان يضع يده بيد الفقير ويغنيه بحبه وعطفه واحترامه، فأين نحن اليوم من هذه الأخلاق العظيمة؟

تلك التي بها نبني مجتمعاً صالحاً يحترم كل مَن يراه، ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف، تاركاً التنابز بالألقاب في الشوارع والأسواق، وهذه الأخيرة ظاهرة تحرق شغاف القلب؛ لأنها ليست من عادات الإسلام، وغير حضارية ولا ثقافية، وتضرّ المجتمع؛ فالسباب وتبادل الشتائم بين الصغير والكبير مما نهت عنه الأديان السماوية وخصوصاً الدين الإسلامي الحنيف، الذي جاء به رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله)، والذي كان قدوة حسنة لنا.

فلماذا لا ننهض بديننا نحو الأمام ونبيّن للعالم الصفحة البيضاء للإسلام، فلا يليق ببلادنا الإسلامية أن تفعل تلك العادات السيئة المحرجة، فيكفيها همّ الحروب وتكالب الأعداء عليها، فهل هذا عبء زائد عليها؟

فيا أيها الناس احترموا بعضكم، بل حتى أرضكم التي تعيشون عليها، ولا ترموا الأوساخ بها، واجعلوها أرضاً نظيفة مزيّنة باحترامكم. واحترموا أهلكم وعلماءكم؛ لأنهم أساس فخركم في الحياة.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 987.
عروبة قحطان الخفاجي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا