النبي يعقوب وقصة إطعام السائل
2023/11/08
750

من هو النبي يعقوب(عليه السلام)؟
هو إبن إسحاق بن إبراهيم (عليهما السلام)، أحد الأنبياء المذكورين في التوراة والقرآن، واضح في الرواية والحديث القدسي قصة رد النبي يعقوب(عليه السلام) للسائل القادم إليه لكن لا ريب أنّ الذي صدر منه (عليه السلام) إنّما هو ترك الفعل الأولى، وهو ليس بذنب أو معصية، لأنه لا يمكن صدور الذنب أو المعصية من المعصومين (عليهم السلام)، لكن كما ذكرنا سابقا في قصة آدم (عليه السلام) فهو قد ترك الأولى وهو إطعام السائل. 

كما فهمنا من الحديث القدسي أن في قصة السائل تحذيرمن رد السائل، وتوجيه ضمني بأن نلتزم بمعنى قول أمير البلغاء علي (عليه السلام) حين يقول: "العاقل من اتعظ بغيره "، إذاً نجد للحديث هنا شقان إطعام السائل، والاتعاظ بالآخرين..

الشق الأول: (إطعام السائل) كما نعلم أن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) هو من أهل بيت قد أطعموا طعام فطورهم للسائل ثلاثة أيام وهم صيّام، لكن ليفهمنا نحن البشر العاديين والمؤمنين بإن البلوى هي ما ترتب على النبي يعقوب (عليه السلام) لرده السائل، ففي الحديث: "أو ما علمت يا يعقوب أن العقوبة والبلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي"، عجل الله تعالى نبيه بالبلوى ومنها فراقه لإبنه النبي يوسف (عليه السلام) لمدة عشرين عاما، وبكاؤه عليه إلى أن ابيضت عيناه (عليه السلام)، وإن ابتلاءات المؤمنين تكون قوية تقوى كلما قويت درجة إيمانهم وتضعف كلما ضعفت درجة إيمانهم.

الشق الثاني: عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "العاقل من اتعظ بغيره"، وهنا الأئمة عليهم السلام أخذوا بتجربة يعقوب والبلوى التي نزلت به، مع علمنا أنهم هم الكرماء والمعروفون بالإيثار، لكن ليلفت نظرنا إلى مسألة الاتعاظ بتجارب الغير فهل نحن في وقتنا الحاضر نتبع منهج أهل البيت في الابتعاد عن فعل أشياء جربها غيرنا لكي لا تسوؤنا؟ المفروض ذلك، لكن ما يحدث نتيجة الاعتماد الكبيرعلى مواقع التواصل في عدة أمور، جعل المجتمع مع الأسف يتجه إلى التقليد الأعمى في أغلب عادات الحياة، بداية من التفكك الأسري وانتهاء بتقليد تجارب الغربيين وأساليبهم التربوية المنافية لأخلاقنا وعاداتنا؛ فما تقوم به هذه الأسرة في تنظيم عيشها كما تبثه على مواقع التواصل تقلده أسرة أخرى؛ قد تختلف عنها في المستوى المادي والعلمي وحتى الثقافي، ويندر وجود من يأخذ العبرة من أخطاء الغيربل كلٌّ يهوى أن يخوض تجارب غيره الفاشلة ذاتها، كتجديد الزواج، أوطلب المرأة الطلاق لتتزوج بآخرله مكانة أفضل أوأن له من الأملاك ما لايحصى، ثم تكون النتيجة سلبية بالكثير من الأموروالعياذ بالله، متغاضين عن حكم ونصائح أئمتنا (عليهم السلام)..

فكم هو جميل لو كنا نتبع كلام سيد البلغاء علي (عليه السلام)، ونعتبر بالابتعاد عن التجارب ذات النتائج غيرالمحبذة في ديننا ولاعاداتنا ونأتسي بالتجارب التي نال أصحابها درجات من الإيمان والصلاح المجتمعي والأخلاقي، كي ننجو من البلاء. 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج من محادثات قدسية- الدورة البرامجية 76 - الحلقة الرابعة.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا