إن أغلب البرمجات التي تُخزن في
العقل الباطن حسب التجارب العلمية تتم ما بين 6 و 9 سنوات، فيها يتم
ترسيخ المعتقدات والقيم عن الذات وعن العالم الخارجي..
والطفل الداخلي هو ذكرانا عن
مرحلة طفولتنا، عن أحداث مررنا بها، وتفسيراتنا لها..
هناك مواقف نذكرها جيداً وهناك مواقف لا نذكرها لكن نستشعر أثرها
فيما بعد..
الطفل الداخلي هو الجزء المبدع منا،
الجزء العفوي، الجزء الذي يحب اللعب، هو أيضاً الجزء الذي يحمل
الصدمات وآلام الماضي.. وهو الجانب الطفولي في عقلنا اللاواعي،
وجانب فرعي من شخصيتنا وهذا الجانب يركز على المشاعر لذلك نرى المشاعر في هذا
الجانب متدفقة متحررة.
كيف أعرف أن طفلي الداخلي
يحتاج إلى علاج؟
عند ملاحظة سلوكيات غير منطقية
ومبالغ فيها كالخوف غير المبرر، الغضب الشديد.. وما شابه أو احتياج
شديد للآخرين كذلك ضعف في الجانب العاطفي والمشاعري أو ضعف في
التعامل مع الضغوطات كأن يكون مثلاً الجانب المهني والجسدي والعقلي
في تطور مستمر.. لكن الجانب العاطفي متأخر.. وعند علاج الطفل
الداخلي يلحق الجانب العاطفي بالجوانب الأخرى..
لعلاج الطفل الداخلي علينا أن نعالج المواقف القديمة كاحتياجات غير ملباة، مشاعر مكبوتة وغيرها، فعدم الاعتراف بها يخلق عداوة مع الطفل الداخلي ويشكل مقاومة في المستقبل.
كيف نعالج الطفل
الداخلي؟
- نبرِّئ طفلنا الداخلي ونخليه من
المسؤولية.
- نمنحه صوت أكبر ومساحة أكبر
ليعبّر عن ذاته.
- نذكّر أنفسنا بمرحلة الطفولة
(ننظر إلى صورة لنا في الصغر ونتذكر مشاعرنا تلك
الفترة).
- نقوم بما كنا نحب القيام به ونحن
صغار (أكل حلوى معينة، نزهة في مكان يذكّرنا بطفولتنا).
- رحلة داخلية (تأمل).
- نختار وقت ونتصرف فيه بطفولية،
فإن كان لدينا أطفال فلنلعب معهم ونراقبهم ونتعلم منهم ونشاركهم
أنشطتهم.
- جزء من تقبلنا لذواتنا وتعرفنا
عليها أن نتعرف على طفلنا الداخلي نسمح له أن يعبّر عن نفسه وأن
يشفى.
ليس الهدف من هذا المنشور إلقاء
اللوم على أحد ولا الهدف منه إظهار الناس بأنهم مرضى بل الهدف أن
ننظر في عالمنا الداخلي ونحاول فهم ذواتنا وسلوكياتنا والتحرر منها
ثم المضي قدماً بهمة أعلى وثقة أكبر.
___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون
الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 864.
علي الأسدي
منع التعرُّض لحرم الحسين (عليه السلام)