مجتمع مثالي
2022/09/27
451

الثقة.. المحبة.. الصدق.. الأمل.. هذه القيم إذا اجتمعت في مجتمع، بعد طاعة الله، كان مجتمعاً رصيناً حصيناً، تسوده الألفة والسكينة والاستقرار، وبالفعل كان مجتمعاً مثالياً..

وربما يمكننا نجد لكل واحدةٍ من هذه القيم صورة هنا أو هناك..   
فالثقة: يحكى انّه في يوم من الأيام قرّر جميع أهل القرية أن يصلّوا صلاة الاستسقاء، وتجمعوا جميعهم للصلاة لكن أحدهم كان يحمل معه مظلة.. تلك هي الثقة.

أما المحبة: فبعد مضي ثمانية عشر عاماً من الزواج وطهي الطعام، أعدت الزوجة في يوم من الأيام أسوأ عشاء في حياتها حسب قولها، كانت الخضار قد نضجت أكثر مما يجب، واللحم قد احترق، والسلطة كثيرة الملح، وظل الزوج صامتا طوال تناوله للطعام..
وأكملت قائلة: 
ولكني ما كدت أبدأ في غسل الأطباق حتى وجدته يتشکر مني على هذا الطعام، ويسمعني كلاماً لطيفاً..
فـسألته: لماذا هذا الشکر؟
فـقال: لقد كان طهيك الليلة أشبه بطهي العروس الجديدة.. ومن ثم رأيت أن أعاملك معاملة العروس الجديدة!!
أليست الزوجة بحاجة الى مثل هذه المعاملة لتصحيح أخطائها، بدلاً من السب أو السخرية؟ فهذه هي المحبة.

أما الصدق: يجب أن يكون كالإحساس الذي يوجد عند الطفل الذي يكون عمره سنة تقريباً، عندما تقذفه في السماء يضحك، لأنه يعرف أنك ستلتقطه ولن تدعه يقع، وهذا هو الصدق.


وأما الأمل: ففي كل ليلة نستعد لنخلد إلى النوم، ولسنا متأكدين من أننا سننهض من الفراش في الصباح لكننا مازلنا نخطط للأيام القادمة..  هذا هو الأمل.

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 511.
الشيخ علي السعيدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا