أهمية القرآن الكريم للشباب
روي عن الرسول الأعظم محمد (صلى
الله عليه وآله) أنّه قال: «من قرأ القرآن وهو شابٌّ مؤمنٌ اختلط
القرآنُ بلحمه ودمه، وجعله اللهُ عزّ وجلّ مع السَّفَرة الكرام
البررة، وكان القرآنُ حجيزاً عنه يوم القيامة» (الكافي:
ج٢/ص٦٠٣/ح4).
إنّ قراءة القرآن الكريم من أكثر
الضرورات الإسلامية لبناء الفرد المؤمن، بل يتوقف عليها بناء شخصيته
الإسلامية، وتعدُّ القاعدة الأصيلة التي ينطلق منها الفرد تجاه بناء
حياة متكاملة تمثل الرؤيا الإسلامية الصحيحة.
لهذا اهتم الإسلام ونبي الإسلام
(صلى الله عليه وآله) بإرشاد الناشئة إلى قراءته والاعتناء به؛ فإنّ
قراءته منذ الصغر كالنقش على الحجر، أيْ: إنّها تبقى ثابتة لا تزول،
كما أنّ النقش على الحجر يبقى ما دام الحجرُ باقياً.
وهكذا فإنّ مخالطة القرآن للحم
الشاب ودمه هو تعبير آخر عن ديمومة حضور القرآن معه في
حياته.
والمراد بالقراءة -في نص الرواية-
تعلُّم القرآن وعلومه وأحكام الدين الإسلامي من نعومة الأظفار حتى
يصل الإنسان إلى مرتبة يستحضر القرآن وآياته في آفاق هذه الحياة،
فيوظف الآيات في حياته اليومية كأثر من آثار اختلاط القرآن بالدم
واللحم.
وهكذا يجب أن نكون جميعاً؛ فإنّنا
إذا لم نحثّ الخطى ونجدّ في السير والسعي فنتعلم القرآن وأحكامه
وعلومه وأسراره.. فإنّنا لن نكون ممن اختلط القرآن بلحمه
ودمه.
ولكن ما هي أهمية ذلك؟
إنّ هوية الإنسان المسلم: القرآن،
فإذا أهمل القرآنَ أهمل هويتَه، وكلّما تعرف على القرآن وتعرف على
علومه وأحكام دينه تعرّف أكثر على هويته، حتى تصل النوبة به إلى
تجذير تلك الهوية وترسيخها، فإذا قام الإنسان بمسح وجهه هل يبقى له
عنوان أو يبقى جسداً لا يُعرف صاحبه؟
وهكذا فمن أهمل القرآن وأهمل
الاهتمام به فإنّه يمسح هويته حتى يكون كسائر الهوام لا طريقة لنا
للتعرف عليه، ولا طريق له للتعريف عن نفسه فيبقى في عداد
المجهولين.
عصمنا الله تعالى وإياكم من كلِّ
سوء.
✍️ السيد علي مؤيد الحسني
__________________________________________
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ
ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ،
والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ،
والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية
المقدسة/ العدد 1007.