أهمية مرحلة الشباب
2024/04/07
444

إنّ مرحلة الشّباب من أهم المراحل وأخطرها في حياة الإنسان، وقد ورد في بعض النّصوص الشّرعيّة أنّ هذه الفترة من العمر تعد من جملة ما يُسأل عنه العبد في يوم القيامة، فيُسأل فيما قضاها وأمضاها، فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت» (الخصال، للصّدوق: ص352).

ووجهت الشّريعة الإسلامية المسلم إلى اغتنام الفرص المتاحة له في هذه الحياة ومنها فترة الشّباب، ففي الرّواية عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، هادي النجفي: 1/564).

فليعلم كل شاب بل كل إنسان أنّه لم يُخلق ليأكل ويشرب وينام ويلهو ويلعب ويشبع شهواته ورغباته، وإنما خُلق لهدف أسمى وأجل، خُلق لكي يتكامل ويرتقي بجانبه الرّوحي إلى أرفع المراتب وأسماها، وبمقدار تكامله ورقيه روحيّاً تتحدد مكانته عند الله تعالى وفي الجنة، فمن كان أكثر تكاملاً ورقيّاً في جانبه المعنوي «الرّوحي» كانت منزلته عند الله تعالى أرفع ودرجته في الجنة أعلى.

ولا يتكامل العبد روحيّاً إلا بممارسة العبادة، العبادة بمعناها الشمولي الخاص منها والعام، فمثلاً من يؤدي عبادة الصّلاة مراعياً في أدائه لها جميع شرائطها وواجباتها فيأتي بها صحيحة، وكذلك من يساعد المحتاجين ويعينهم ويقضي حوائجهم، ومن يبذل شيئاً من وقته في القيام بالنشاطات الدينية أو المشاركة فيها كتعليم الأطفال والشّباب أمور دينهم وأحكام العبادات ويغرس في نفوسهم الآداب والأخلاق، بل كل عمل عبادي يمارسه العبد فإنّه يحصل بسببه على شيء من الشّحنات الإيمانية ترفع من مستوى إيمانه وترتقي بتقواه إلى مراتب أعلى وأرفع مما كانت عليه.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 979.
الشيخ حسن عبد الله


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا