إن شهر رمضان المبارك ليس مجرد شهر
من شهور السنة، بل هو وقت مميّز يحمل في طياته أبعاداً روحية
وأخلاقية غنية بالفرص الثمينة (خاصة بالنسبة للشباب)، هذا الشهر
الكريم يمكن أن يكون منعطفاً حيويّاً لأيّ شاب يسعى لبناء ذاته
وتعزيز إرادته، فضلاً عن كونه فترة تُعاد فيها تقييم النفس والتزود
بقوة الصبر والتحمّل.
من الناحية الصحية؛ يُعد الصيام
فرصة للشباب لتطهير الجسم وإعطاء الجهاز الهضمي استراحة مستحقة، كما
أنه يُساهم في تعزيز الانضباط الغذائي والتحكم في النزعات
الاستهلاكية.
ومن الناحية الروحية؛ يُعتبر شهر
رمضان فسحة للشباب لتعميق الصلة بالخالق من خلال العبادات؛ كالصلاة،
والدعاء وقراءة القرآن.. ما يُثمر عن تكوين شخصية متزنة
وواعية.
مسؤولية الشباب تجاه الأسرة تبرز
أيضاً خلال هذا الشهر، حيث يعمل التجمع وقت الإفطار والسحور على
تماسك العلاقات الأسرية وتقوية الروابط. زيادة على ذلك، يوفر شهر
رمضان فرصة للشباب ليكونوا أكثر تنظيماً وإنتاجية في عملهم الوظيفي،
من خلال تطوير سلوك العمل المخلص وتكون ساعات مثمرة.
العمل الاجتماعي والخيري يعتبر
أيضاً من المسؤوليات التي تبرز في شهر رمضان، ويُظهر شغف الشباب
بخدمة مجتمعهم وإظهار التعاطف والمساعدة للمحتاجين، إنه الوقت
المثالي لتعزيز الروح المجتمعية والالتزام تجاه الآخرين.
شهر رمضان هو شهر النجاح والإنجاز،
حيث يمكن للصوم أن يصقل الإرادة والقوة الداخلية، والشباب الذين
يقتنصون هذه الفرصة لا يكتسبون فقط الثواب الروحي، بل يصنعون من
أنفسهم نماذج قيادية قادرة على التأثير الإيجابي في
مجتمعاتهم.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
«فرض الله الصيام ابتلاء لإخلاص الخلق» (نهج البلاغة:
19/86).
لذا، على كلّ الشباب أن يدركوا قيمة
هذا الشهر الفضيل، وأن لا يفوتوا الفرصة ليكونوا جزءاً من هذا الزمن
الاستثنائي الذي ينطوي على الكثير من الخير والفائدة، إنه الوقت
المثالي لتجديد النوايا، وتحسين العادات، والعيش بإيمان، وأمل
بمستقبل مشرق يحمله الشباب على أكتافهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة
العباسية المقدسة/ العدد 976.
الشيخ
حسين التميمي
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)