قدوة تربوية شبابية متميزة
2024/03/06
215

قدوة تربوية شبابية متميزة حيث يعد شبيه المصطفى (صلى الله عليه وآله) علي الأكبر، ابن الإمام الحسين (عليه السلام)، قدوة تربوية لاستقاء العبر منها؛ لأنه قد تربى ونشأ في أحضان أبيه سيد الشهداء (عليه السلام)، حيث ترعرع على ثروة معرفية وفكرية عظيمة تمتد من جده وأبيه وعمه (صلوات الله عليهم أجمعين)، هذه الثروة العظيمة التي لا بد من أن نسير عليها، فنسلك منهجه (عليه السلام) قولاً وفعلاً.

كان علي الأكبر (عليه السلام) يتمتع بعظيم الشجاعة، فلم تشق عليه طاعة والده يوم الطف، ولم يتردد في النزول إلى ساحة القتال، وذلك يجعلنا نعرج ونتعمق في تلك الشخصية لمولانا علي الأكبر (عليه السلام)، حيث نعود إلى مقومات وأُسس الثقافة والبصيرة التي جعلت ابن الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا المقام العالي، حيث جاء في زيارته الشريفة المنقولة عن الإمام المعصوم (عليه السلام): «كما مَنّ عليكَ مِنْ قبل، وجعلك من أهل البيت الذين أذهب اللهُ عنهم الرجسَ وطهّرهم تطهيراً» (بحار الأنوار: ٩٨/٢٤٤).

وجاء في رواية أخرى مدى البعد التربوي الكبير الذي يمتلكه حين سأله والده (عليه السلام) يوم الطف: «يا أبه، أفلسنا على الحق؟ فقال: بلى يا بُني، والله الذي إليه مرجع العباد، فقال: يا أبه، إذن لا نبالي بالموت» (اللهوف: ٤٣).

إن هذه الطاعة والولاء العظيمين هما ما يجب أن نبني عليه جيلاً راقياً ونهضوياً، ليكون أُنموذجاً يفتخر به المجتمع والزمان، نحن بحاجة للارتقاء بالمجتمع من خلال الأعمال الصالحة والطاعة، وخلق جيل ذهبي من شباب لهم طموح بوضع بصمة مشرفة للمجتمع أُسوة بشباب الطف، وإشعال منارة الحرية بنفوسهم.

لذلك، فعلينا أن نستمد العبر والحكم القيمة من حياة شبيه المصطفى (صلى الله عليه وآله)، ولا نتخلى عن منهجه السليم وأقواله المباركة، فقد يساعدنا هذا الاقتداء على النجاة من غرائز وشهوات الدنيا، والوصول إلى أفضل مستويات النجاح والتقدم.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 957.
الشيخ حسين التميمي


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا