عن الإمام الصادق (عليه السلام)
أنّه قال: «لست أحبّ أن أرى الشاب منكم إلّا غادياً في حالين، إما
عالماً أو متعلّماً، فإن لم يفعل فرّط وضيّع، فإن ضيّع أثمّ، وإن
أثمّ سكن النار والذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) بالحق»
(أمالي الطوسي: ص303/ح604).
في عصر العولمة بمختلف أبعادها، وفي
ظلّ هذا التسارع المهول في عالم المعلومات والثورة المعلوماتية اللا
محدودة، لنا أن نتساءل: أين يقف شبابنا في هذا العصر؟
إن بناء الشباب هو من المهمّات
الأساسية لحركة أيّ مجتمع حركة سليمة وصحيحة، ومجرّد التوقف عن هذه
العملية نجد تفشّي الكثير من السلبيات والسلوكيات الخاطئة تشقّ
طريقها في المجتمع، لذا فإن البناء ضرورة لديمومة المجتمع وعلينا
إبقاؤه في الخطّ الصحيح، وتوجيهه نحو قمّة النجاح.
كثيرة هي الدورات الصيفية والربيعية
التي تقام في المنطقة، وهي فرصة ذهبية لاختيار الشاب المؤهل الذي
يتمتّع بصفات الذكاء والنباهة، لذا فإن من المناسب استثمّار هذه
البرامج واستقطاب هذه النخبة من الشباب والعمل على تنمية مهاراتها
عبر البرامج التالية:
- المطالعة المركّزة وليست
الانتقائية: يجب تدريب الشباب على مثل هذه المطالعة؛ بحيث
يُخصّص كتاب ثقافي لكلّ شاب، ويُدرّب الشاب على القراءة المركّزة
والسريعة في ذات الوقت، إن مثل هذا النوع من القراءة من شأنّه أن
يصيغ عقلية الشاب صياغة ثقافية رصينة.
- دورات بناء
الذات: الشباب بحاجة إلى عقد دورات تدريبية حول بناء
الذات، والتي من شأنّها تنمية المواهب أكثر فأكثر، أن يكون الشاب
ذكياً فهذا مطلوب، ولكن! الأفضل أن ينمّى هذا الذكاء بصورة تصاعدية،
عبر برامج تنمية العقل والذكاء.
- التشجيع لحضور الندوات
والبرامج الفكرية: العقل ينمو في البيئة المناسبة ويبقى
محدوداً حين ينكفئ على ذاته، لذا فإنه يجب حثّ الشباب على حضور مثل
هذه الندوات والمؤتمرات الفكرية، وفي حال تعذّر ذلك أو صعب الحضور..
فإنّ الاستماع إلى المحاضرات الفكرية من شأنّه أن يكون بديلاً
مناسباً لذلك، وكذلك حثّهم على الإنتاج الفكري عبر تشجيعهم على
كتابة الدراسات والبحوث الفكرية، ونشرها في المجلّات
المتخصّصة.
إن العمل بهدف تربية كوادر فكرية
يجب أن يكون ضمن مؤسسة فكرية لها رؤيتها ورسالتها ورجالها، لذا يجب
تأسيس مراكز متخصصة لهذا الغرض، وأن يكون لهذه المراكز مناهجها
ومدرّسوها ممن لهم خبرة كافية في هذا الجانب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمعة: حين يغيب الرأي وتتلاشى المسؤولية