نحتاج اليوم وفي ظل التقدم الهائل
الذي نعيشه في جميع المجالات أن نتسلح بالمعرفة؛ لأن التربية لم تعد
هينة كما في سابق الزمن فالثقافات المختلفة تتهافت على المجتمعات
وتصل الى عقر دارها فهل التربية التكنلوجية تحتاج الى تربية
خاصة؟
نعم بالتأكيد، ونحن نعيش هذه
الفترات من استشراء التكنولوجيا في كل مفاصل حياتنا اليومية إذ
أصبحت لا غنى عنها، لكونها دخلت في سياق الدراسة والعمل فلابد من
معرفة الاستعمال الصحيح لها وتربية الأبناء ليتعرفوا على جوانبها
الإيجابية والسلبية لأن الخوض في غمارها واستعمالها بشكل يومي لابد
له من أسس يرتكز عليها فلابد من أن يكون أساس الأبناء قويمًا من
الناحية الدينية.
وكما ذكرنا في حلقاتنا السابقة بما يخص التربية الدينية فإن الطفل الذي يحصل على أساس ديني جيد فهو قادر على أن يقي نفسه بنفسه فنحن نعلم أنه في متناول أولادنا الكثير من الوسائل الإلكترونية من ألعاب وأجهزة لوحية وكمبيوتر، فنحن بحاجة الى تعليمهم استخدامها استخدامًا قويمًا، فاستغلالها لتنمية مواهبهم وتوسيع إدراكهم من خلال اختيار البرامج التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية هم فيها، إضافة الى ذلك اختيار الألعاب بعناية..
ونحن نعلم بأنه مؤخرًا بدأ التسويق لألعاب تشجع على العنف والانحراف فلذلك وجب على أولياء الأمور، إضافة الى المراقبة والمواكبة للتطور، الاختيار والحذر؛ لأن هذه الأشياء كفيلة بأن تضيع مستقبل الأبناء فهناك برامج وألعاب من الممكن أن تأتي بنتاج إيجابي يعود على الأبناء..
إن ألعاب الألغاز وقصص الخيال
العلمي والمغامرات العلمية كلها توسع من مدارك الطفل، كما أنه من
الضروري تعليم الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية إذا
صادفهم شيء غير لائق إخبار أولياء أمورهم، وإذا لاحظت شيئًا غير
لائق في استخدام الطفل للجهاز الالكتروني لا ينبغي ترك الأمر بمجرد
حذفه أو إخفائه وإنما تقصي مصدره داخل الجهاز.
كيف أجعل أطفالي يستفيدون من
هذه الأجهزة استفادة بحتة؟
تعليمهم بعض البرامج المفيدة التي
تعود بالنفع عليهم حتى في مستقبل العمل مثل برنامج الوورد وأيضًا
بعض برامج الرسم السهلة وطلب لوحات فنية منهم وطباعتها لجعلهم
يستشعرون أهمية ما يقومون به، وتدريبهم وتعليمهم على استخدام
الكمبيوتر مثل نقل ونسخ ولصق النصوص أو زيارة المواقع التعليمية
التي تتناسب مع أعمارهم وإدراكهم، والاستفادة أيضا في مسألة البرامج
التي تخص القرآن الكريم من قراءة ومعانٍ وتفسير مع مراعاة المصادر
الموثوقة في هذا الجانب.
كيف أتصرف معهم بما يخص التكنلوجيا
حتى لا يرفضوا الإرشاد مني؟
من منطلق الوقاية خير من العلاج،
وبذلك وجب فتح باب المصارحة والشفافية مع الأبناء في توضيح الجوانب
السيئة من استخدام الإنترنت للابتعاد عنها، ومحاولة زرع الثقة
والاعتماد على أنفسهم في تجنب تلك الأخطاء لأن ذلك خير لهم ولكم،
إضافة لذلك جعل استخدام الإنترنت نشاطا أسرياً لكل أفراد الأسرة كأن
يتابع الجميع برنامجاً معينا ويتم النقاش به يوم العطلة أو ساعة
مسائية عند اجتماع العائلة بعد الطعام ومراعاة مسألة معينة هو أن
على أولياء الأمور الإلمام بكيفية استخدام الإنترنت ومن ثم الإلمام
بالمصطلحات الحديثة حتى لا يكونوا في الظل وغير قادرين على فهم
أبنائهم مما يشجع في نفوسهم إخفاء الكثير من الأمور المتعلقة في
استخدام الإنترنت وإن لزم الالتحاق بدورات تعليمية للسيطرة على
صيانة الأخطاء إن حصلت.
أما بالنسبة للخوف مع عدم تعاون
الأبناء حينئذ يجب أن يستخدم معهم أسلوب المراقبة والمحاسبة إذا كان
استخدامهم سيئًا، ونجد في الآونة الأخيرة أن مواقع التواصل
الاجتماعي أصبحت في متناول حتى الأبناء من هم في مقتبل الشباب
والمراهقة لذا ينبغي على أولياء الأمور تحذيرهم من الصداقات
الإلكترونية وعدم ذكر أرقام هواتفهم أو حتى عنوان المنزل وألّا يبقى
الإنترنيت متاحاً على مدار اليوم لكي لا يضيع وقت العائلة، حيث يكون
الجميع في المنزل نفسه ولكن لكل فرد عالمه الإلكتروني
الخاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج غمار تربوية - الحلقة
السادسة
- الدورة البرامجية 77.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)