لهذا انتقمت منكم
2022/10/10
741

اعتاد كثير من المدرسين لاسيما مدرسي المراحل المنتهية على تنويع أساليب الأسئلة الإمتحانية ووضع بعض الأسئلة الفكرية المتّسمة بالصعوبة إلى حد ما.. لإثراء الطلبة علمياً وكذلك تهيئتهم لأداء الامتحان الوزاري على أتم وجه..
وهو بالطبع ما قد يؤيَد أو يُعارض بحسب البيئة المدرسية والاجتماعية من عدة جهات، يأتي في مقدمتها بعض الطلبة وأولياء أمورهم.

وهنا قصة بطلها أحد المدرسين المتفانين في عملهم:
على مدار عام كامل أبدع صديقي المدرّس في صياغة مجاميع منوعة من الأسئلة، جعلت الطلبة في حالة ترقب وحذر من أي امتحان..
ومن أساليبه المتّبعة أنه كان يحوّل محتويات المادة الدراسية بأكملها إلى أسئلة ذات مستويات مختلفة ويعيد امتحان الطلبة لعدة مرات! حرصاً منه لكي يعيد طلبته مذاكرة المادة واستيعاب تفاصيلها بالأسلوب الأمثل..

اغتاظ الطلبة!! حتى وصل الضجر بهم إلى أن يقدّموا شكواهم لإدارة المدرسة من توالي الامتحانات عليهم، ولحسن الحظ كان المدير متفهّماً لوجهة نظر الأستاذ فلم يأبّه لما يجري وأمتصّ غضب الطلبة بذكاء..
ثم ازدادت كثافة الامتحانات الشاملة في أسابيع السنة الأخيرة، وفي الأسبوع الأخير انفجر أحد الطلبة قائلاً: لماذا هذه الأسئلة المطولة الصعبة يا أستاذ؟ أتريد أن تنتقم منا!؟
ضحك المدّرس وقال: لك الحق أن تسأل.. ولا لوم عليك أبداً يا عزيزي الطالب الشاب، ولكن لن أجيبك عن سؤالك هذا الآن، قريباً جداً ستعرف الجواب بنفسك.. 

وفي يوم الامتحان النهائي وجد الطلبة أستاذهم منتظراً خارج القاعة الإمتحانية ليتفقد أحوالهم ويستفسر عن إجاباتهم..
وجاءه الطالب ذاته وقال: الحمد لله.. كانت الأسئلة بسيطة واضحة هذا اليوم، وليست كأسئلتك يا أستاذ!
فردّ الأستاذ مبتسماً: لم تكن أسئلة اليوم بهذه البساطة أبداً.. ولكنّكم اعتدتم على ما هو أصعب منها فتمكنتم من إجابتها.. وأعدك بنجاح جميع الطلبة وحصولهم على أفضل الدرجات.. ولهذا انتقمت منكم! 

مرَّ أسبوعان.. فأعلنت النتائج، وكانت نسبة النجاح كما وعد الأستاذ (100%). 

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 616.
صادق مهدي حسن 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا