طلب العلم والجهاد
2022/10/02
492

نبهتني أصوات هادرة تصدح بـ(لبيك يا حسين)، فخرجت أستطلع الأمر!
فعلمت أنّ المؤمنين لبّوا نداء المرجعية الرشيدة بالتطوع للجهاد ضد أعداء الدين والإنسانيّة..
فتوجهت معهم ووقفنا طوابير لتسجيل أسمائنا..
وحينما جاء دوري سألني المحرر عن اسمي وعمري ومهنتي..
فأجبته: اسمي (محب الحسين)، وعمري (18) سنة، ومهنتي طالب في السادس الإعدادي..
فقال: قف جانباً يا ولدي، أنت غير مشمول بالنداء!
فقلت: إنني أخدم زوار الحسين(عه) منذ سنوات، فلِمَ تحرمني من الدفاع عن مقدساتي؟!

فأجاب: بارك اللهُ فيك يا ولدي، إنّ التطوع ليس هو الطريق الوحيد لتلبية نداء المرجعية، فالطالب يدافع عن دينه ووطنه وعرضه من خلال انصرافه لطلب العلم، لأن المؤمن المتعلم خير من المؤمن الجاهل.. وقد أوجب الله عزّ وجلّ طلب العلم كما أوجب القتال ضد الكافرين، وأنّ الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)جعله فريضة على كل مسلم ومسلمة.. اذهب يا ولدي وباشر الاجتهاد في دروسك، تكن في مقدمة من لبّى النداء، وتصبح كالمقاتل في سوح الوغى الساعي للقضاء على الأنجاس الذين دنسوا الدين والحضارة وتراب الوطن، واعتدوا على حرمة العراق والعراقيين..
ولا تنس الأهداف السامية التي ثار من أجلها الإمام الحسين(عليه السلام) وفي مقدمتها رفض الذلّ والهوان وإرساء قواعد الإيمان ونشر المحبة والإخاء بين المسلمين والتسامح والتعاون فيما بينهم ونبذ الأحقاد وإرساء قواعد الديمقراطية من خلال احترام آراء الآخرين، ومن خلال اختيار القيادة الحكيمة المؤمنة التي تؤثِر مصلحة الدين والوطن على المصالح الشخصية..
واعلم يا ولدي، أنّ المؤمن المتعلم يحضر إلى الدوام مبكراً ويؤدي واجباته بنشاط ويشارك في أغلب أنشطة زملائه ويكون نظيفاً وصادقاً وأميناً، محباً للخير، يحترم الكبير ويعطف على الصغير، ويطيع والديه ومدرسيه، ويصل أرحامه ويساعد المحتاجين وينفق في سبيل الله، ولا يؤذي جاره أو الآخرين، ويتجنب الفواحش والسرقة والغش، ولا يعص الله طرفة عين.

فقلت: وفقك الله يا عم، لقد أرشدتني لما غفلتُ عنه.. سوف أعمل جاهداً لكسب مرضاة الله، وأكون ممن شملتهم رحمته إن شاء الله.. في أمان الله..

فقال: لا تنسَ يا ولدي الدعاء بالنصر المبين لأبطال القوات المسلحة والحشد الشعبي..

فقلتُ: سأفعل إن شاء الله.

 


___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 546.
محمد حمد حمادي العبيدي 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا