غادة والخاطبون
2020/10/18
683

ها هو خاطب جديد يطرق باب (غادة) يودّ الاقتران بها على سنّة الله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله)، يبدو الشاب دمث الأخلاق وسيماً، متديناً، كما أنه يجيد مهنة تدرّ عليه دخلاً جيداً، يمكّنه من أن يضمن لها حياة كريمة لا تحتاج فيها إلى أحد، بدت بوادر الرضا على غادة وعائلتها، فهو عريس يمتلك كلّ المواصفات التي تتمناها كلّ فتاة بخاصة بعد أن أكّد لها كلّ المعارف بأنّ العريس يتمتع بسمعة جيدة جداً، فعطر أخلاقه يسبقه أينما حلّ، وكلّ عائلة تتمنى أن ترتبط ابنتها به.

بدت الأمور تسير بشكل جيد إلى أن ظهر أمر لم يكن في الحسبان، فقد سألت غادة عن مؤهلاته الدراسية، فاتّضح أنه لم يكمل دراسته؛ لأنه انشغل بمهنته في (الديكورات) التي تعلّمها من والده، ولم تسنح له الفرصة لإكمال دراسته، جنّ جنون غادة ورفضته رفضاً قاطعاً، ضاربة بباقي مؤهلاته عرض الحائط، متناسيةً قول النبيّ(صلى الله عليه وآله): "إذا جاءكم مَن ترضون خلقه ودينه فزوجوه ألّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"(1)، معلّلةً ذلك؛ بأنّه ليس من مستواها العلمي، وهي لا تستطيع أن تتزوج برجل ليس لديه أيّ مؤهل دراسي عالٍ.

طرق بابها الكثير من الخاطبين، ولكنها كانت ترفض والأسباب كثيرة، فأحدهم كان قد حصل على شهادة جامعية ولكنه فقير الحال، والآخر رفضته؛ لأنّ جسمه ضخم جداً، وآخر؛ لأنه غير جميل.. إلخ، إلى أن مضت السنون بها، وهي ترى زهرة شبابها تذبل يوماً بعد يوم، فلم يعد يطرق بابها غير الأرمل أو المطلق، ولهذا السبب أيضاً رفضتهم، فهي لا تريد الارتباط برجل كان متزوجاً من غيرها.. واستمرت حياة غادة هكذا.

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: مجلة رياض الزهراء(ع) تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة/ العدد 109/ آمال كاظم عبد.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا