أمي لا تفهمني
2020/03/06
755

نظراتها حيرى لا تعرف الخلاص من هذا الهمّ الذي يأسر قلبها الغضّ الطريّ، قلب قاسى فقد الأب وحنانه وحمايته، وأمٌ بعيدة عن روحها ومشاعرها، إن تأوهت أغدقت عليها بالهدايا.

تتفاخر بشراء أحدث الأجهزة الإلكترونية للاتصالات وتضعها بيد ابنتها الصغيرة بلا رقابة أو محاسبة، وأفخر ماركات المكياج، وحجة الأم في ذلك أنّها لا تريد أن تحرم ابنتها من متع الحياة، وأنها ليست أقل من قريناتها، وأن لها مطلق الحرية في التصرف، حتى غدت هذه الحرية المعطاة بلا قيد أو شرط تحاصر روح هذه الفتاة المسكينة وتخنق كيانها.

ما قيمة الإنسان إن كان يعيش بلا قواعد وقوانين تنظّم له سير حياته، خصوصاً إن كان قليل التجربة وعديم الخبرة، فتراه يتخبّط في سيره ويتعثر، وباتت هذه الفتاة غارقة في بحر من الأسئلة؛ لأنّها في مرحلة حرجة ومتقلّبة، وأحوج ما تكون إلى النصح والإرشاد، فتجدها تتحسر إن رأت أُمّاً توجه أبناءها وترشدهم، وتقوّم سلوكهم، وتشعر أنّ تقديم النصح والتوجيه إنّما ينبع من الحب والخوف والحرص على الأبناء.

أيتها الأم! مَن أقرب منكِ لقلب أولادكِ؟ فإن أهملتِ، وضيّعتِ، وقصّرتِ، فلا يوجد مَن يسد محلّكِ، فلا تفرّطي في الأمانة التي استودعك الله عليها حتى تكوني أُمّاً تستشعر المسؤولية تجاه أبنائها، وتبذل كلّ ما تستطيع لصالحهم وخيرهم، لتكون من الفائزين بالمغفرة والرّضوان.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة رياض الزهراء(ع) - مجلة شهرية تختص بشؤون المرأة المسلمة تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة.
العدد 104 - شهر جمادى أولى -1437هـ.
 بقلم: وسن نوري الربيعي.

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا