ليس بجديد معاناة طلاب المدارس على اختلاف مراحلهم الابتدائية والمتوسطة والجامعية من متاعب وإرهاصات كثيرة، وأنا حصراً سأتناول الطاقة الكهربائية وتأثيرها المباشر وخاصة في موسم الامتحانات النهائية من الشهر الرابع وحتى نهاية الشهر السادس، وأحياناً منتصف السابع؛ لأن هذه الفترة الزمنية من السنة تشمل مراجعة عامة للمنهج الدراسي، والتهيؤ الفعلي للامتحانات الشفوية والتحريرية لنهاية العام الدراسي سواء للصفوف اللامنتهية والصفوف المنتهية السادس الابتدائي، والثالث المتوسط، والسادس الاعدادي، ومن المعلوم أن موسم الامتحانات وما قبله يشكل عبئاً على الطلاب وعوائلهم والتي تعمل ما بطاقتها في توفير الظروف المناسبة لأولادهم؛ لأن ما كان قبلاً موسم زرع، والآن حان وقت الحصاد، حيث تلمس نفيراً عاماً عند العائلة، وتفرغاً للبعض للمساعدة وخلق حالة من التعاون لتمكين أبنائهم من المراجعة والتهيؤ للإمتحان.
وقد يلجأ البعض للاستعانة بمدرسين خصوصيين أو بدورات تقوية، ومعلوم أن قمة هذه الجهود تتم في حالة توفر الطاقة الكهربائية من تهوية وإنارة، ففي حالة توفرها قد يعتكف الطالب في بيته، حيث خدمة عائلته بعيداً عن القلق والتوتر، وبالتأكيد عندما يجد كل احتياجاته متوفرة فيقيناً أن الاستيعاب لمادة الدرس ستكون جيدة جداً.
وقد عملت دراسة احصائية شملت مجاميع
من الطلبة ولمراحل مختلفة في وقت محدد بالمراجعة والتهيؤ
للامتحانات، قسم بظروف جيدة مقبولة من ناحية الارتياح النفسي، وتوفر
خدمة الكهرباء، وتعاون العائلة، وخرجت بنتيجة ممتازة، حيث نسب
النجاح كانت أعلى من (85%) والبعض حصل على معدلات قبول في الكليات
الطبية والهندسية والانسانية بنسب عالية.
أما القسم الآخر من الدراسة، فكانت نسب النجاح تتراوح من (40% - 50%) مع نسب قليلة من التفوق، ومؤكد ان الطلبة يعانون من برمجة انقطاع قاس للطاقة الكهربائية، مما ألجأ البعض منهم للدراسة في الشوارع والساحات؛ لتوفر الانارة ليلاً بالرغم من البعوض والبعد عن رعاية العائلة، وهذا عكس انهياراً وفشلاً في الطموح المشروع لأعزائنا الطلبة والسبب واضح جلي هو عدم توفر الكهرباء الكافي في منازلهم.
ومن خلال دراستي وبحث سابق في
زمن هدّام اللعين، توصلت الى نتيجة واضحة أنه كانت منهجية مقصودة في
حرمان بعض المحافظات من استمرارية الطاقة الكهربائية، مما انعكس
سلباً على الحالة التربوية والصحية والنفسية، وكان ذلك جلياً في
موضوع بحثنا عن الامتحانات المدرسية والطموح والتفوق، حيث أن نسبة
كبيرة من الطلبة تأثرت سلباً في دراستها، مما حرمها من القبول في
الكليات العلمية، إضافة الى أجواء الامتحانات المقلقة غير المشجعة
علمياً ونفسياً قابل ذلك تسهيلات وغض نظر وغش من اللجان المراقبة
والمشرفة، كذلك لجان التصحيح اللانزيهة، مما حقق معدلات عالية دون
استحقاق، حيث القبول في البعثات والدراسات العليا، والتعيينات في
المناصب العليا والسفارات حكراً على البعض من المحسوبين على اللا
نظام المقبور وحزبه الحاكم، ولا زال التأثير موجوداً لوجود البعض من
ذوي الافكار المنحرفة من بقايا البعث والمتأثرين بهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صدى الروضتين/ العدد
264-صحيفة مستقلة نصف شهرية تصدر عنقسم الشؤون الفكرية والثقافية في
العتبة العباسية المقدسة- شعبة الإعلام.
الكاتب: السيد عبد الملك كمال
الدين(تربوي متقاعد).
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)