من أهم النقاط التي ينبغي على الوالدين الاهتمام بها هي حبهم لأطفالهم واحترامهم، ذلك لأن التربية التي تبنى على القوة والخوف محكومة بالهزيمة، فإن العلاقة القائمة على وجود القوة في طرف واحد تؤدي الى سلب الرغبة من الطفل في القيام بأي عمل، فالطفل يتأثر بالكلام والسلوك إذا كان له دور في القيام بمثل هذا السلوك بنحو ما. 

إن الطفل اذا لم يشعر بأن له كرامة لا يهتم بنفسه ولا يكون في علاقاته مدركًا لأهمية رعاية الضوابط بالالتزام بها حيث نلاحظ أن سبب وجود المشاكل والاضطرابات في علاقات الأشخاص مع بعضهم يكون سببه فقدان الاحترام فيما بينهم منذ الطفولة.

ولا بد من بيان المشاعر التي فيها جوانب إرشادية تقوي شخصية الطفل بجدية دون توبيخ أو انتقاد بأسلوب عاطفي هادئ، فإن هذه الكلمات والألفاظ لو حملت في طياتها أدنى خدش لشخصية الطفل ومزاجه، سيتخذ فورًا موضعًا دفاعيًا لنفسه ليفرغ من خلاله جل غضبه، وعندها لا يكون مستعدًا لقبول النصائح والكلام.

وهذا الحكم ينطبق حتى على الكبار لو انتقد الآخرون سلوكهم وأقوالهم نراهم يتخذون لأنفسهم موضعًا يدافعون له عن أنفسهم ويعرضون عن سماع النصح والإرشاد.

إن التقييم لابد أن يكون مجردًا من الإشارة الى الأخطاء ومفعمًا بالإشارة الى نقاط القوة في الأطفال، فالتأكيد على الجوانب الإيجابية وإعطاء القيمة لشخصية الطفل إضافة الى تقوية الثقة بنفسه وفي الوقت نفسه رفضنا لما قام به من عمل قبيح وهذا الأسلوب يحفظ للطفل كرامته ويجعله يتألم إذا صدر منه أي خطأ. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج صفحة بيضاء - الحلقة الثانية عشر - الدورة البرامجية 79.