ترك زمام المسؤولية للطفل
2024-05-12 12:00:00
233

يمكن أن نشرك الأطفال في الكثير من الأمور والأعمال وحتى في عملية حل المشكلات فعندما يشترك الأطفال في الحلول ينمو لديهم حس الاستملاك ودافع للالتزام بالخطط التي ساعدوا على وضعها، أيضًا إشراك الأطفال في إنشاء مخطط النظام أي ترتيب اختيار الملابس قبل النوم مثلًا.

نستعرض هنا بعض التجارب للأمهات الفضليات حيث تقول إحداهن إن هناك جزءًا كبيرًا من ترك زمام المسؤولية للطفل لا يقتصر على السماح لأطفالي بتحمل المزيد من المسؤولية ولكن التخلص من كبريائي أيضًا وعدم المبالاة بما قد يظنه أو يقوله الآخرون وقد تعلمت أن التخلي عن الرغبة في أن يعجب الآخرون بأسلوب تربيتي يعني مزيدًا من الرعاية لأطفالي واكتساب الشعور بالثقة بالنفس.

هنا يتبادر الى أذهان الكثير سؤال وهو.. كيف أجعل طفلي يعتمد على نفسه؟
من المهم أن يتعلم الأطفال الاعتماد على أنفسهم في مرحلة مبكرة، لكي يستطيعوا التعامل مع مصاعب الحياة وتحدياتها دون خوف أو قلق مبالغ به؛ لذلك تجد أن أغلب الأمهات يحرصن على تعليم أبنائهن الاعتماد على النفس، ولكن لا يعرفن الطريقة الأمثل لفعل ذلك.

هناك طريقتان يمكن من خلالهما اعتماد الطفل على نفسه وهما: 
اسمح لطفلك أن يشعر بالملل.. حيث أن السماح للأطفال بالملل يجعلهم أكثر اعتماداً على أنفسهم لأنهم يضطرون للقيام ببعض الأمور للتخلص من الملل، ومع الاعتياد على القيام ببعض المهام يصبح الأطفال أكثر اعتمادًا على أنفسهم وتشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين لا يجدون من يرفه عنهم يصبحون أكثر إبداعًا وتميزًا وأفضل في اتخاذ القرار.
يمكنك أن تجعل طفلك يشعر ببعض الملل من خلال الابتعاد عنه قليلًا وعدم تنفيذ طلباته ما لم تكن طلبات عاجلة، وستجد بعد ذلك أنه بدأ في فعل أموره بنفسه ليتخلص من الملل.

امدح طفلك.. فكلما مدحت طفلك كلما زادت ثقته بنفسه، كلما اقترب من الاعتماد على نفسه بشكل أكبر، لأن الطفل يحب أن يقوم بفعل الأشياء التي يبرع فيها، ومع مرور الوقت ستجد أن طفلك أصبح يعتمد على نفسه بشكل كامل.
إذا أردت أن تحسن ثقة طفلك بنفسه فيجب عليك أن تمدحه عندما يقوم بفعل أي شيء جيد، أن طفلك لن يقوم بإنجاز واجباته بشكل مثالي. لذلك لا تجعل مديحك لطفلك مرتبطًا بنتيجة معينة أو طريقة معينة، بل امدحه وأثني عليه حتى لو فعل الأمر بطريقة خاطئة، طالما أنه يحاول فهو يستحق مديحك.


من فوائد ترك زمام المسؤولية للأطفال تقويتهم من خلال تنمية قدرتهم على مواجهة الإحباط وتنمية مهارات حل المشكلات.. فمن بديهيات التربية أنه عندما يتحمّل الأهل الكثير من المسؤولية، يتحمّل الأولاد القليل القليل منها.. فلِمَ يتحمّل ابنك أيّ مسؤولية طالما أنك تقومين بكل شيء بشكل جيد؟
إنّ المسؤولية أو قدرتك على تحمّل تبعات أخطائك ونجاحاتك، وأن تتابع مهمة ما حتى النهاية وأن تفعل ما وعدت به، هي إحدى أهم العناصر في الشخصية الجيدة..

كما أنها إحدى الصفات التي يخشى العديد من الأهل ألا يتعلمها أولادهم أبدًا. يمكنك أن تساعدي ابنك في واجباته المدرسية وأن ترتبي من بعده لأنك تحبينه، لكن عندما تتحملين مسؤولية حاجاته اليومية فما الذي يتعلمه؟
مما لا شك فيه أنك ترغبين في أن يصبح ابنك شابًا مسؤولًا، وشخصًا يمكن الاعتماد عليه، يثق بنفسه ويفي بوعوده إلا أن المبالغة في مساعدته أو الفشل في تعليمه مبدأ المساءلة والمحاسبة، سيشجعه على الأرجح على أن يكون عديم المسؤولية..

في الحقيقة، قد لا يناسبك هذا النوع من التربية الذي يبني الشخصية والإحساس بالمسؤولية فمن المسلي أكثر أن تعطي ابنك ما يريده (بدلًا مما يحتاجه) ومن الأفضل لك من دون شك أن تقومي بالمهام المنزلية بنفسك بدلًا من أن تفسحي المجال لابنك كي يجرب. سيتعلم ابنك المسؤولية عندما تتيحين له الفرص ليجرّب ويتدرب، وهناك طرق إستراتيجية يومية مضمونة ليحصل الطفل على الدعم الكافي وليكون قادرًا على تحمل كل المهام بإيجابية:

1- تربية الطفل على القيام بتنظيف ما تسبب فيه، فمثلًا، عندما يسكب الطفل الحليب عليكِ عدم الصراخ بوجهه وإنما القول له "لا بأس، يمكننا تنظيفه. نحن دائما نقوم بتنظيف ما تسببنا فيه"، وهكذا يعتاد على فكرة التنظيف بطريقة أسهل ودون فرض أوامر.

2- الأطفال يحتاجون إلى فرصة للمساهمة لذلك يجب التعامل معهم بلطف وبسلوك لطيف وجيد. فمثلًا، يمكن الطلب من الأطفال بعمر 4 سنوات بوضع المناديل على الطاولة، ويمكنهم العناية بالحيوان الأليف أيضًا، أما الأطفال في سن السادسة أو السابعة فيبدؤون بتنظيف الطاولة وري النباتات وطي الغسيل.

3- يجب تذكير الأهل أنه لا يوجد طفل يحب القيام بالمهام المنزلية، لذلك ينبغي التعامل بذكاء والقيام بالواجبات المنزلية وكأنها نشاطات ممتعة وتكون بالمشاركة ليشعر الطفل بالحماس أكثر. 

 

 

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج تهذيب إيجابي - الحلقة الثالثة - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا