قد يتميز بعض الأطفال بالانطوائية ونجد أنهم قد يولدون مع ميول لهذا النمط من السلوك، وقد أشار بعض علماء النفس في دراستهم حول الشخصية الى أن الاطفال يولدون على شكلين:
- الأول يميل الى الانطوائية والآخر يميل الى الانبساط إلا أن الظروف البيئية لها دور في تحسين أو تقليص العلاقات الاجتماعية والقدرة على التكيف الاجتماعي، إن جذور هذه المشكلة تنطلق من البيت، حيث تتأثر بطبيعة العلاقة بين الوالدين كذلك طبيعة العلاقة بين الوالدين والأبناء، كما أن نوعية علاقة الأسرة بالأقرباء والجيران من الناحية العاطفية تؤثر تأثيرًا كبيرًا سلبًا وإيجابًا في عملية الانطواء أو الانبساط..
وللفروق الفردية من حيث التكوين الجسدي والنفسي والعقلي وما رافق حياة الطفل من ظروف محيطة خاصة، كل ذلك يحدد أيضًا ملامح شخصية الطفل المنبسطة أو المنطوية فكلما كان الطفل ذا تكوين جسمي سليم وقوي ونمو عقلي سليم وصحيح كلما كانت حياة الطفل خالية من ظروف غير طبيعية، وكانت علاقة الأبوين ببعضهما وبأفراد الأسرة جيدة، وكانت علاقة الأسرة بالجوار والأقرباء طبيعية ومنتظمة ويكون الطفل أقرب إلى الانبساط منه إلى الانطواء، ومثل هذا الطفل غالبًا ما يكون طبيعيًا في المدرسة، فالطفل الاجتماعي في الأسرة والجريء لا يمكن أن يكون انطوائيًا في المدرسة.
- أما الشكل الثاني فهو الطفل الذي تربى تربية منعزلة فهو مهيأ أكثر من غيره للانطواء، حيث أن وجود مدرسة أو مدرس شديد أو مخيف الشكل أو التصرفات يجعل الطفل ينكمش ويبتعد عن إقامة علاقات اجتماعية مع زملائه لاسيما إذا كانت الظروف المحيطة بالطفل ظروفًا متوترة وقد يكون السبب في الانطواء سفر الوالد وبقاء البيت دون علاقات اجتماعية، كما أن وقوع أحداث مخيفة جدًا يجعل الطفل يصاب بردة فعل قد تصل إلى درجة الانكماش عن كل شيء والانسحاب إلى الذات.
من أسباب ذلك قسوة الأب التي من دون
شك قد تسبب الانطوائية للأبناء مما يولّد مخاوف كثيرة غير واضحة،
فيشعر هؤلاء الأطفال بأن عليهم الاستعداد دائمًا للدفاع عن أنفسهم
ضد العنف نتيجة الشجار بين الوالدين مما يدفعهم الى الانطواء..
كذلك مخاوف الام، فمما لا شك فيه أن الطفل يتأثر تأثيرًا بالغًا
بمخاوف وهواجس أمه وقلقها الزائد عليه، وكأن لسان حالها يقول إن
الحياة مخيفة لذلك (أنا خائفة وقلقة عليك، لذلك عليك أن تخاف
وتنطوي)، وقد يكون لبعض
الأمهات بالفعل دور كبير في ذلك من خلال منع الطفل من الاختلاط
ببقية الأطفال خوفًا من اكتساب سلوكيات سلبية منهم، هذا الأمر جيد
لكن مع توفير بيئة اجتماعية بديلة حتى لا يصبح الطفل وحيدًا دون
علاقات اجتماعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج صفحة بيضاء - الحلقة
الأولى -
الدورة البرامجية 79.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)