الكثير من العادات غير الحسنة التي نعاني منها نحن الأهل أثناء تربيتنا لأبنائنا نشعر بأنها خارج سيطرتنا الكاملة، حيث أنهم ما زالوا في عمر صغير ولا يعرفون الصحيح من الخاطئ حتى يتجنبوه.. ولكننا لا نعلم حقيقة إن كان الأطفال يقومون بتلك العادات عن قصد أو غير قصد، وتحديدًا عندما لا يقوم الأهل بتلبية طلبات الأطفال فيبدأ الأطفال باستخدام تلك العادات كوسيلة للحصول على ما يريدون..
واحدة من تلك العادات الخاطئة والتي يعاني منها الكثير من الأهل وبشكل مستمر هي عادة نقل الكلام، سواء داخل المنزل لأفراد آخرين أو خارج المنزل للأقارب أو الأصدقاء، حيث يذهب الأطفال وينقلون كل ما يسمعونه من الأهل سواء بشكل عفوي غير مقصود أو متعمّد ليحصلوا على ما يريدون دون أن يعرفوا مدى ضرر ذلك التصرّف، لا سيما إن كانوا يستخدمون أسلوب التجسّس على الأهل في حال كان الأهل حذرين بالكلام أمام الأطفال.
ومن أجل التخلّص من عادة نقل الكلام
عند الأطفال علينا نحن الأمهات استخدام أسلوب مختلف واتجاهات مختلفة
ومن أهمها:
-
التوجيه: على الأم توجيه الطفل باستخدام كلمة
الخصوصية وتوضيح معنى الخصوصية له بأن ما يدور داخل المنزل يخصّ
المنزل فقط من كلام وأحداث وغيرها، ولا يصح أن يعلم به أحدًا من
خارج المنزل حتى لو كانوا أقارب أو أصدقاء مقرّبين، ومع التشديد على
الأمر والاستمرار بالحديث عنه سيدرك الطفل مدى أهمية ذلك ولن يعاود
تكراره.
-
الرقابة: علينا بصفتنا أهلًا ومربين وضع رقابة على
الأسباب التي تجعل الطفل يقوم بعادة نقل الكلام، وإن كان الطفل يفعل
ذلك حتى يجذب انتباه الآخرين له، فعلينا أن نساعد الطفل على إيجاد
أمور أخرى لجذب الانتباه مثل إبراز مواهبه أمام الغير وتعزيز أعماله
وكلامه الإيجابي أمام الغير ليشعر بالاهتمام.
-
الالتزام: تحديدًا بالوعود التي نعطيها للطفل، وألّا
نعطي أي وعد إلا عندما نتأكّد بأننا قادرون على تنفيذه، وما ينبغي
علينا نحن الأمهات والمربيات الصالحات إن شاء الله تعالى أن نكون
قدوة لأبنائنا في كل تصرفاتنا، وأن نكون مركز ثقة لهم وألّا نتبادل
نقل الكلام بين أبنائنا حتى لو كان عن العمل حتى لا يكرّر الأبناء
فعلهم هذا.
- تجنب
العنف: ينبغي على الأهل تجنب استخدام العنف على أنه
رد فعل لما قام به الأبناء من خطأ، لأن العنف يسبب تفاقم المشكلة
ولن يحلها، بل علينا منح الأبناء الثقة حتى لا يخافوا من إخبار الأم
أو الأب بكل ما يجري معهم، وكذلك الابتعاد عن اللوم المستمر والنقد
المباشر والأوامر نتيجة غضبنا من تصرفاتهم.
- إشعار الطفل بأهميته: من الضروري أن نُشعِر الطفل بقيمته وأهميته داخل الأسرة وأنه فرد عليه أن يتحمل مسؤولية الأسرة وهو مسؤول عمّا يدور بداخلها، ذلك يشعر الطفل بأنه محط ثقة والديه وأنه يحافظ على البيت وأسراره.
- التربية: حاولي أيتها الأم الفاضلة غرس الأخلاق والآداب داخل الطفل ليستطيع الطفل أن يميّز الأعمال التي يقوم بها أهي مرضية ونافعة أم أنها تسبب الأذى، وتعويدهم على عدم نقل الكلام وعدم إفشاء الأسرار وأنه ينبع من الأمانة والحب للآخرين وتجنب المشاكل.
- التواصل: من الضروري التواصل مع الطفل وبشكل يومي، على أن يكون روتينًا يعرف الطفل من خلاله أن عليه مشاركته يومه وكيف سار يومه وعندها قد يخبرنا بأنه أخبر أحدهم بأحد أسرار البيت، ونعرف من خلال لحظة التواصل عندها نخبره بأهمية الانتباه لما يقول دائمًا، وأن يميز ما يجب إخبار الغير فيه وما يجب التوقف عنده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج كيف أتصرف -
الحلقة الثانية عشرة
- الدورة البرامجية 76.
الإمعة: حين يغيب الرأي وتتلاشى المسؤولية