"أنا بدين للغاية ".. "أنا غير جميل
".. قد تكون كلمات مثل هذه مزعجة عند سماعها خاصةً عندما تأتي
من طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، لكنها تصبح مزعجة أكثر عندما يقولها
أطفال ما زالوا في سن ما قبل المدرسة أو رياض الأطفال..
إذ تكتشف حينها العمر الذي يبدأ فيه طفلكِ بعدم الرضا عن
شكله..وبالتأكيد هناك خطوات
بسيطة نتمكن من خلالها التعامل بإيجابية مع نظرة طفلك السلبية تجاه
شكله وجسده..
انتبهي الى
كلامك..
لا تقولي أمام طفلك أموراً مثل
"أبدو بدينةً للغاية" أو "لا
أستطيع أن آكل هذا لأنه سيجعلني بدينةً" طفلك يستمع ويتعلم منك، فقد
وجدت دراسة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس
إلى ثماني سنوات والذين
يعتقدون أن أمهاتهم غير راضيات عن وزنهن من المُرجح أن يكونوا هم
أيضًا بدورهم غير راضين فينبغي إظهار الثقة في نفسك.
ممارسة الرياضة والأكل
الصحي لصحة أفضل لا وزن أنحف..
يُمكنكِ قضاء بعض الوقت مع أطفالك
للقيام ببعض الأنشطة مثل اللعب معهم أو الخروج الى الحدائق
والمُتنزهات، وركوب الدراجات، كذلك عند الذهاب للتسوق من البقالة،
دعي الأطفال يساعدونك في اختيار الفواكه والخضروات الصحية وقراءة
ملصقات التغذية معًا لتعليم الأطفال عادات الطعام
الصحية..
وركزي دومًا على أننا نمارس الرياضة
ونأكل بشكل صحي من أجل الحفاظ على صحتنا وليس من أجل الحفاظ على وزن
نحيف في أعين المُحيطين بنا.
أما إذا تكرر تذمر طفلك من صفاته
الخلقية وبات هذا الأمر يزعجه يزعجه بشكل
فعلي.. فينبغي حينها
مناقشة هذا الموضوع معه لمعرفة سبب هذا التذمر، فقد يكون انزعاجه
ناتجاً عن لقب انتشر عنه في المدرسة، وسيكون الحديث مع الطفل بشأن
هذا الأمر كافياً.. ولكـــــــــن في حال تواصل هذا التذمر، فإن هذا يعكس اضطرابا
حقيقيا في تقدير الذات، وينبغي معرفة أصل هذا الاضطراب من خلال
استشارة طبيب مختص.
ولمساعدة الطفل على تغيير هذه
الصورة التي تشكلت بذهنه وقبول مظهره، ينبغي مساعدته على تعزيز ثقته
بنفسه من خلال التركيز على نقاط القوة لديه وخصاله المحمودة، وأن
نبين له أن الجميع على الاطلاق يتمتعون بجمال خاص بهم حتى وإن لم
يخضع لمقاييس الجمال التي يفرضها المجتمع.
وخلال هذا النص الدرامي نعرض لكم محادثة بسيطة جرت بين أم وابنها حول موضوعنا:-
الأم: ما بك يا حسين أراك تتمعن النظر في المرآة كثيراً خلال الآونة الأخيرة.
حسين: نعم يا أمي فـــأنا خجل من اللعب مع أصدقائي والخروج الى الشارع ومقابلة الأصدقاء شكلي لا يساعد ومنظري بدين ولدي الكثير من العيوب وأقراني كلهم أفضل مني..
الأم: لا ياعزيز قلب أمك.. كن
متسامحا مع ذاتك ونفسك، و
توقّف عن التفكير بأنّ الآخرين أفضل منك..
ردّد مع نفسك دومًا "ليس هنالك من هو أفضل منّي، وليس هنالك من هو
أقلّ قيمة منّي".. فلكلّ منّا يا ولدي الحبيب قيمته الخاصة التي
تميّزه عن الآخرين. يمكنك أن تمدح سمات الآخرين وتشيد بها، لكن ليس
على حساب قيمتك الشخصية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج كيف أتصرف - الدورة البرامجية 76 -
الحلقة الثالثة.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)