كيفية توجيه سلوك الطفل
2020-11-08 12:00:00
1466

الأخلاق هي مجموعة من القواعد تنظم سلوك الإنسان، وهى ضرورية للنمو الصحي للطفل لأن الأخلاق تمنح الإنسان التحكم فى النفس وكذلك تساعده على تهذيب طبيعته المندفعة. وإن الأخلاق تدفع الطفل إلى حسن التصرف عند القيام بالأنشطة المختلفة مثل الحديث، الأكل، والتعامل مع الآخرين. هذه القواعد تجعل الحياة أسهل للأطفال أثناء محاولتهم بناء مهارات بدنية واجتماعية مختلفة، بدءاً من الاشتراك فى الأنشطة الرياضية إلى القدرة على تكوين أصدقاء.
واليوم سنقدم لك مستمعتنا ضوابط حول كيفية توجيه سلوك طفلك؟

-أولاً: من المهم أن تعرفي أيتها الأم أن كل طفل يختلف عن الآخر فلكل طفل إمكانياته وسرعته فى التعلم، حتى أن الطفل الواحد قد يختلف رد فعله لنفس الموضوع من يوم إلى آخر تبعاً لحالته النفسية. وبعض الأطفال يستوعبون القواعد الأخلاقية بسهولة ويتمسكون بها، بينما قد يستغرق ذلك بعض الوقت من أطفال آخرين. حتى التوائم يكون لكل منهم شخصيته المتفردة.

ومن الأساليب التي تساعد على توجيه سلوك الطفل هي أن يكون لديك الاستعداد لأن تشرحي لطفلك لماذا تريدينه أن يكون مهذباً. فكلما كبر طفلك وأصبح أكثر وعياً، تكون عبارة: "لأننى قلت هذا،" مبرراً ضعيفاً جداً لإقناعه بما تطلبينه منه. أن يفعل الطفل ما تطلبه أمه فقط لأنها تقول ذلك لا يصبح مبرراً كافياً له مستمعتنا الفاضلة لأنه ليس سبباً. بدلاً من ذلك، حاولي أن تعرفي أطفالك أنهم عندما يكونون مهذبين، فإنك تفخرين بهم، و كم ستكون النتيجة طيبة، فالأطفال يحتاجون للاقتناع بأن السلوك الجيد سينال التقدير.

إن جزء من مسؤوليتنا ككبار ايتها الامهات هو أن نعلم أطفالنا كيف يطلبون الأشياء بأسلوب مهذب. يمكننا أن نفعل ذلك بأن نطلب دائماً من الطفل أن يقول "لو سمحت"، و"شكراً". إذا نسى طفلك وقال "إعطيني" دون استخدام "لو سمحت"، لا تعاقبيه أو تعنفيه ولكن ببساطة لا تستجيبي لما يريد. فمن المهم مستمعتي الفاضلة أن يشعر الطفل أنه سينال القبول والتقدير إذا كان مهذباً فى كل ما يقوله ويفعله. وصدق من قال: "إن الأخلاق الطيبة صديق لا نراه، يجعل أفراد أسرتنا وأصدقاءنا يفخرون بنا."

وبالرغم من ذلك ايتها الام يجب أن نكون واقعيين فى توقعاتنا لأنه من الطبيعي أن ينسى الأطفال أحياناً أسلوبهم المهذب، وعلينا أن نذكرهم به يومياً. 
ويجب ان نشير الى أهمية التكرار مع الطفل حتى يلتصق بذهنه ما نحاول أن نعلمه إياه، "كيف تطلب ما تريد بطريقة مهذبة؟" أو "ماذا نسيت أن تقول؟" هما أسلوبان لتذكرة الطفل قول "لو سمحت" على سبيل المثال،وتكرار نفس الكلام كأم أو أب قد يبعث على الملل أو الغضب أحياناً خاصة إذا كان طفلكما لا يستجيب لتوجيهاتكما، لكن الصبر صفة هامة جداً لابد وأن يتصف بها الأبوين عندما يرغبان فى توجيه سلوك أطفالهما، فحاولا ألا تعطيا للطفل انطباعاً بأنكما قد تعبتما من توجيهه للسلوك الجيد، وامدحي طفلك دائماً عندما يتصرف بطريقة مهذبة أو عندما يقوم بمجهود لنيل رضائك، وإذا نسي السلوك السليم، حاولى البقاء هادئة وتحدثي معه على انفراد..

 دعونا الآن نتحدث عن سلوك اطفالنا اثناء الزيارات وكيفية تقويم هذا السلوك:

إن الزيارات المنزلية مستمعاتنا تشكل مجالاً رائعاً للتعارف وتقوية أواصر العلاقات الاجتماعية المختلفة، الا ان وجود " الملائكة الاشقياء" خلالها قد يعكر صفوها أو يسبب الازعاج أو الاحراج..

وأهم الطرق لتتحكمين في سلوك طفلكِ اثناء الزيارات هي:

- التواصل معك بالعين لفهم إشاراتك وتنبيهاتك.

- المصافحة باليد لكل من يقابله.

- إستخدام الالقاب وليس نطق الاسماء مجردة.

- الجرأة واللباقة وضرورة أن يرد على كل من يكلمه أو يسأله.

- لغة الاستئذان والشكر.

- آداب الحديث والطعام.

وبالمقابل ايتها الأم، قد تتعرضين لكثير من المواقف أمام من تزورينهم تستوجب منك التصرف بطرق معينة لتدارك الموقف أمامهم، وعدم التأثير سلباً على نفسية طفلك من جهة أخرى وذلك على الشكل التالي:

- اذا قاطع طفلك حديث الكبار، استخدمي اشارات عينيك للتنبيه ثم واصلي حديثك، وبعد ذلك التفتي إليه لتسمعي وجهة نظره.

- وفي حال قام طفلك بإفشاء أسرارك أو أسرار بيتك أمام الآخرين، احذري أن تكذيبه لأنه سيلجأ الى اثبات صحة كلامه ما سيزيد الموقف إحراجاً وتعقيداً، بل تعاملي مع الموقف بدبلوماسية.

- ولا تكوني رقيبة على حديث طفلك أثناء الزيارة حتى لا يفقد الثقة بنفسه ويشعر الآخرون بأنك تخافين حديثه.

وتلجأ بعض الامهات الى أصطحاب أطفالهن بدون مراعاة ما يسببه ضجيجهم من ضيق لأصحاب المنزل، بل قد يتمادى الامر الى تعامل البعض منهن بكل برود ولامبالاة مع تصرفات أبنائهن غير المسؤولة. وهذه بعض النصائح عزيزتي الأم لدى مرورك بموقف مماثل:

- يمكن التلميح بشكل لطيف بأنزعاجك أثناء كلمات الترحيب.

- وايضا ازالة بعض أغراضك المنزلية أو تحفك الثمينة أمام الضيوف مع اعتذار بسيط أو تلميح بخوفك عليها.

- ولا بأس بأتخاذك بعض الاحتياطات الامنية أمام ضيوفك مع توضيح السبب بشكل لطيف.

- ويفضل تخصيص مكان مناسب تتوافر فيه وسائل ترفيه لهؤلاء الاطفال كالتلفاز حتى تتجنبي ازعاجهم.

وبشأن سلوك الاطفال اثناء تناول الطعام:

- يفضل أن يأكل الطفل قبل الكبار، وأن تشرف عليه الام بنفسها أو أن يتم تخصيص مكان ليأكل فيه الاطفال مع بعضهم على طبيعتهم.

- اذا قال لك طفلك أمام الناس: ماهذا الطعام أو لماذا لا نشتري مثل هذا الطعام؟ تعاملي مستمعتنا مع الموقف بطبيعية، وأجيبيه دون أن تحرجيه، ولا تحاولي تقديم أي تبرير للآخرين.

- واذا سكب الطفل شيئاً أو تسبب في ضرر معين لاتعنفيه أمام الجميع بل وجهيه فقط، واعتذري لصاحبة المنزل واعرضي عليها القيام بالتنظيف.

- واما بشأن اساءة التصرف التي تصدر من قبل أطفالنا:

- فاذا أساء طفلك التصرف، لاتتركي مستمعتنا الموضوع يمر بسهولة بل اصطحبيه الى احدى الزوايا وقومي بتوجيهه بصوت منخفض، واحذري اهانته أمام الناس أو أمام أقرانه أو استخدام أي ايذاء بدني. واذا كان الخطأ جسيماً أو تكرر أثناء الواحدة، قولي له " ستحرم من كذا وعقابك عندما نعود الى البيت".

- وحينما يتسبب طفلك في ضرر مادي لصاحبة المنزل، أفهميه خطـأه أمام الجميع، واعتذري لصاحبة المنزل وأعرضي عليها المساعدة في اصلاح ما تلف.

وأخيراً أيتها الأم الفاضلة لا تتركي طفلك يغيب عن عينيك فترة طويلة أثناء اللعب مع غيره من الأطفال، وعلميه احترام خصوصية غيره والرضى بما لديه من ألعاب.

ونقول لك في الختام: أنت أهم مصدر لتعليم طفلك إذا كنت تتكلمين وتتصرفين بطريقة مهذبة مع كل الناس بما فيهم طفلك، سيقلدك طفلك، فأنت أفضل قدوة له في كل شيء.

 

 


 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج عالم الأمومة-الحلقة التاسعة-الدورة البرامجية19





تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا